عباءة جديدة

نبيهة محضور

بعد تردد قررت أن تخرج من شرنقةالمنزل التي حبست نفسها فيهالأيام حيث كان المطر يزور مدينتها كل يوم صانعا بركا من المياه هنا وهناك ..تبددت تلك السحب القاتمة لتفسح للشمس أن ترسل ضفائرها الذهبية..يوما بدا رائعا منذ الصباح ..ارتدت عباءتها الجديدة وانطلقت قاصدة منزل إحدى قريباتها ,الشارع كعادته يئن تحت وطأة أقدام المارة ذئاب تتسكع هنا وهناك تبحث عن قطط ضالة , عدد من العباءات السوداء تعبر الشارع لتقضي فترة ما بعد الظهيرة ,غادرت الباص لتكمل المسير مشيا باتجاه المنزل الذي ينام في أحضان تلك الأزقة , ازيرا حمراء كانت تجوب الشارع ذهابا وإيابا , خلف مقودها جلس بقمة النشوة يردد مع نانسي (( الدنيا حلوه )) يداعب مقود سيارته بيديه الناعمتين, ومن حين لأخر ينظر في ساعته الذهبية الثمينة التي تزين معصمه ,فيما هي كانت تعبر الشارع بدلال ورشاقة , جسدها بدى أكثر إثارة بعباءتها الجديدة , التفت نحوها ..تفرس فيها مسح بعينيه تضاريس جسدها..أدار محرك سيارته نحوها.. اقترب منها ..همس إليها بضع كلمات.. ارتبكت حينما سمعت صوته , أسدلت خمارها على عينيها ومضت في صمت مرددة في قرارة نفسها ” عليك اللعنة “
طوقها بملاحقته دون حياء , اتجهت نحو الشارع الفرعي ,حيث كان قد سبقها .. لم تدر ماذا تفعل ¿ الخوف يتملكها !
فكرت قليلا .. حدثت نفسها :ولم لا ¿ لماذا لا أجرب ..ما الذي سيحدث¿
اقتربت من سيارته ..فتح لها الباب وقلبه يرقص فرحا .
لقد حصلت على صيد ثمين وبكل سهولة .
صعدت برشاقة لتجلس في المقعد المجاور له .. بادرها بالحديث
ما هذا الجمال ¿ أنا سعيد جدا بوجودك ..يالك من فاتنة و.. و..
رتل على مسامعها كل معاني الغزل وهي تلوذ بالصمت ولا زال ذلك الخمار منسدلا على عينيها .
هل لنا أن نحظى بنظرة إلى محياك الجميل ¿
بكل غنج و دلال .. أجابته : بالتأكيد .
أزاحت الخمار عن وجهها الفاتن وهي تبتسم ابتسامتها الساحرة التي أيبست الماء في حلقه وجمدت الدماء في عروقه وجعلته ينظر إليها مذهولا في صمت !!
بادرته بالحديث ” مرحبا بك يا ابن أختي الغالي ” .

قد يعجبك ايضا