أدعموا.. عبدالعزيز
حسين محمد ناصر


قبل ثلاثة أيام: وبالتحديد الخميس الماضي: نظمت في المكتبة العامة بمحافظة عدن وبمبادرة من مديرها الصديق الإعلامي عبدالعزيز بن بريك فعالية سياسية كرست للحديث عن الرئيس الشهيد سالم ربيع علي “سالمين”: شملت معرضا للصور وكلمات وفاء وأشياء أخرى متواضعة: كتواضع امكانيات المكتبة ولكنها كبيرة وعميقة الدلالة والهدف تنحت في صخرة الواقع الثقافي والإعلامي بصبر وثبات: ترنو لخلق أسس متينة وواضحة الرؤى لذلك الواقع: وتنشر بذور قاعدته ومريديه لتتسع يوما إثر يوم وتفتح القنوات المرجوة والأوعية الناقلة للسياسة الثقافية والإعلامية للدولة إلى جماهير الشعب في كل المحافظات.
إن تفعيل دور المكتبات التابعة للهيئة العامة للكتاب وتجذيره في المجتمع وتعزيز العلاقة بينها والمواطن القارئ والمثقف المتطلع إلى الجديد الثقافي والإعلامي مهمة كبيرة وهدف من أهداف السياسة العامة للدولة على صعيد الثقافة والإعلام وهي المهمة لا لهدف الذي ينتظر المزيد من الدعم والاحتضان والرعاية: ليؤدي الرسالة المتعددة الأبعاد والمقاصد بالنظر إلى شحة امكانيات وموازنات تلك المكتبات: وعظمة الدور المناط بها.
وإذا كانت المكتبات في الماضي تعتبر ملجأ وقبلة للمثقفين والمتعلمين وذوي الاهتمامات الأدبية والعلمية والإنسانية ليجدوا فيها مبتغياتهم المعرفية فإنها اليوم قد أضحت أيضا مكانا ومساحة ثقافية يتخذ منها الساسة والمثقفون والأحزاب مقرا لجمع المواطنين العاديين من ذوي المستويات التعليمية الدنيا والأميين لنشر مضامين رؤاهم وسياساتهم وبرامجهم المختلفة المتعلقة بشؤون الحياة والمجتمع وكسب انصار ومؤيدين لتلك السياسات والبرامج والرؤى وكذا استثمار مثل هذه المنابر الثقافية والإعلامية لتنوير الفئات المجتمعية يجديد السياسة والعلم والثقافة والفنون وإشراكها في أنشطة وبرامج ذات صلة عميقة بوصفها العام كصحة البيئة والصحة العامة والإرشادات الأسرية ومكافحة الأمراض والعادات السيئة والأفكار المتطرفة وآداب العلاقات العامة كما أن المكتبة تعد مكانا مناسبا لتنظيم الدروس والمحاضرات الخاصة بالشباب والأطفال وزرع قيم المحبة والتسامح والرحمة ونبذ مفاهيم الحروب والعنف والاستغلال.
لقد بدأت المكتبة الوطنية في عدن بداية طيبة في تنشيط الذاكرة السياسية والاجتماعية لجماهير عدن ونتمنى أن تسلك جميع المكتبات الوطنية والأهلية هذا الدرب المفيد وتضع خططا لذلك النشاط على مدار العام. مستوحية مضامينها من أحداث ومناسبات حفرت لها مكانا خالدا في عقول ونفسيات الناس بصرف النظر عن مدلولها السياسي وانتمائها الحزبي فكل ما يهم اليوم هو تخليد مآثر وشخصيات وأحداث شهدها الوطن واسهمت في تعزيز تطوره وتثبيت نهجه السياسي الذي سقط في سبيلة خيرة أبناء هذا الشعب وتحملت الأسر معاناة تضحيات شهداء أخلصوا للوطن وقدموا أرواحهم في سبيل عزته ومجده ولأن الحديث بدأ عن مكتبة عدن فلا بأس أن نضع بعض عناوين نشاط عام قادم بين يدي بريك لتحويله إلى فعاليات متواضعة يدعو إليها المثقفين والإعلاميين والمهتمين في العاصمة الثقافية وكافة شرائح المجتمع دونما استثناء.
ففي يوليو القادم سيتصدر أيامه شهرة يوم “23” يوليو يوم قيام الثورة المصرية التي اسهمت بدور كبير في انتصار ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وذكرى وفاة الرئيس الشهيد المناضل قحطان محمد الشعبي.
وفي اغسطس سنحتفل بالذكرى 38 لوفاة رائد النضال الوطني الفقيد عبدالله عبدالرزاق باذيب ورحيل شاعر اليمن الكبير لطفي جعفر أمان في ديسمبر القادم وكذا رحيل عدد من فناني اليمن وأدبائها وما دامت الجهات المسؤولة في عدن قد لمست وشاركت فعاليات المكتبة فإنه من الواجب عليها أن تبادل إلى دعم خطة نشاط يتقدم بها مديرها العام للنصف الثاني من هذا العام وتسهم في رفد وتوفير الموازنة العامة للخطة وتحرص على ديمومة نشاط المكتبة كونها تعتبرا منبرا من منابر الفعل السياسي والثقافي والإعلامي في عدن وأي نجاح لها يعكس نفسه في إطار نجاح عام لمحافظة عدن وبقي أن أشير إلى أن الفعالية نظمتها المبادرة الوطنية لقراءة التاريخ التي يرأسها الزميل عبدالعزيز بن بريك.
