اللغة..

محمد المساح


 - إن اللغة هي المعمار الخفي الذي يتشيد به الفكر ويستقيم ولولا هذه الأسرار المنكشفة لما فهمنا أسباب تعذر الترجمة المثالية بين اللغات فالجميع يسلمون باب نقل الدلالات
إن اللغة هي المعمار الخفي الذي يتشيد به الفكر ويستقيم ولولا هذه الأسرار المنكشفة لما فهمنا أسباب تعذر الترجمة المثالية بين اللغات فالجميع يسلمون باب نقل الدلالات والمقاصد من لسان طبيعي لآخر هو على الدوام الفعل المنقوص بالضرورة ثم متى يسلم أصحاب الأمر في وطننا العربي بكل أطراف المعادلة: إن السيادة مستحيلة بدون سيادة ثقافية لغوية وأن امتلاك لغة الآخر سلاح ليس له اعتبار تقديري في السياسة والاقتصاد والثقافة إلا إذا استند إلى مرجعية لغوية قومية تعين الآنا على أن يقف ندا للآخرين ولكننا في كل ما هو باد على السطح الدولي أمه بلا مشروع لغوي نحن مجتمع يريد أن يبني منظومة تنموية وهو يغض العين عن مأزقه اللغوي المكين ويستطرد “المفكر والكاتب والروائي التونسي د.عبدالسلام المسدي حول مأزق اللغة موضحا: إن اللغة العربية بما هي حامل للهوية الثقافية وضامن لسيرورة الذات الحضارية لا يتهددها شيء مثلما يتهددها صمت المثقف وهو ينظر إلى الزحف اللهجي يكتسح مجالاتها الحيوية ولا سيما في الإبداعي الثقافي وفي الحديث عن كل شاذ ثقافي مهما تقلصت أبعاده أو الكمست أحجامه أو ضؤلت أوزانه وليس من حظ للعرب في أن يواجهوا مخاطر الكونية الزاحفة المستشرية إلا بجبهة داخلية متينة تستمد قوتها من حرية فكرية تبني ولا تخرب وتشيد متانتها على أساس التماسك اللغوي المطرد في أنساقه والمنسجم بين أطرافه فالثقافة معرفة وفن والعرب الآن يفصحون المعرفة ما وسعهم الإفصاح ولكنهم يلهجون الفن إلا من رحم ربي في هذا كله يكمن نذير الإنفصام إنه لا مجال أمام العرب اليوم للانخراط بكفاءة واقتدار في المنظومة الإنسانية بكل أبعادها إلا بجبهة ثقافية عتيدة وبوعي ثقافي يتجدد بتجدد المرحلة ولا ثقافة دون هوية حضارية ولا هوية دون انتاج فكري ولا فكر دون مؤسسات علمية متينة ولا علم دون حرية معرفية ولا معرفة ولا تواصل ولا تأثير دون لغة قومية تضرب جذورها في التاريخ وتشارف بشموخ حاجات العصر وضرورات المستقبل.

قد يعجبك ايضا