حصادة الطرق أم حصادة الإرهاب¿!

* فايز البخاري

 - لم نعد ندري في هذا الشعب من أين يأتينا الهلاك هل من الطرق التي أضحتú الحصادة الأبرز لأرواح الناس أم من الإرهاب الذي بات يستشري في هذا المجتمع بشكل مخيف يبعث على الأسى والحزن والذعر معا..
لم نعد ندري في هذا الشعب من أين يأتينا الهلاك هل من الطرق التي أضحتú الحصادة الأبرز لأرواح الناس أم من الإرهاب الذي بات يستشري في هذا المجتمع بشكل مخيف يبعث على الأسى والحزن والذعر معا.. فما أنú يصبح المرء مöنا ويتجه نحو نشرات الأخبار التلفزيونية أو الإذاعية أو مواقع الأخبار الإلكترونية حتى تكون التحايا الصباحية على الطريقة اليمنية بالانتظار: مقتل خمسة جنود وإصابة عشرات آخرين في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون.. إصابة ومقتل ضابط في الجيش على يد مسلحين يركبون دراجة ولاذوا بالفرار!!.. وفاة اثني عشر راكبا كانوا على متن باص في طريق المحويت أو الضالع أو البيضاء.. تصادم شاحنتين على طريق صنعاء تعز أدى إلى وفاة سبعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين.. اغتيال ضابط وسط مدينة عدن وفرار الجناة على متن دراجة نارية.. إلخ!!
وهكذا تكون الوجبة الصباحية من الأخبار السعيدة التي يتلقاها اليمنيون كل يوم!! إنهم بحق يستحقون جائزة المواطن الأكثر تحملا على وجه الأرض خاصة إذا أضفنا لذلك تحملهم الكبير لعناء الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية وبطء النت!!
أليس هذا هو الشعب الأكثر تحملا وصبرا في هذا العالم الذي تحتفل بعض شعوبه بمرور نصف قرن على عدم إنطفاء الكهرباء فيما نحن لا زلنا في الحرف الأول من أبجديتها!!
قبل أيام هالني رقم قرأته في إحدى الصحف المحلية عن تقرير للإدارة العامة لشرطة السير الذي يذكر أن عدد ضحايا الطرق خلال الخمس السنوات الأخيرة فقط يتجاوز الثلاثة عشر ألفا ونصف شخص.. إنه رقم مهول لو كان في دولة أخرى لقامت له الدنيا ولم تقعد ولسارع المعنيون إلى تدارس الأمر والاستعانة بالخبراء من مختلف المجالات لوضع حد لهذه الكارثة التي تحصد أرواح الناس بشكل جنوني!! لكن والحمد لله نحن في بلد لا يكترث المسؤولون لمثل هذه الأمور ولا ينظرون إليها إلا على أنها قضاء وقدر أو بسبب السرعة الزائدة للسائقين!!
يا الله!! والطرق التي أضحتú بحكúم العدم أليس لها يد ودور في هذه المجازر التي يتحمل وزرها القائمون على مشاريع الطرق وصيانتها!!
والتوعية الغائبة بما يجب أنú يتبعه السائق أثناء القيادة في الخطوط الطويلة وما يجب عليه القيام به نحو مركبته قبل انطلاقها.. أليس هذا من أسباب تفاقم هذه المأساة¿¿!!
إن غياب التوعية وعدم صيانة الطرق تقف في مقدمة الأسباب التي تزيد من حوادث السير وما السرعة الزائدة إلا مكمöل لهذه الأسباب التي يجب وضع حلول عاجلة وناجعة لها وأنú لا تصم الجهات المعنية آذانها في ظل استشراء الظاهرة وتفاقمها التي لم يبق بيت في اليمن إلا واكتوى بنارöها.
إلى متى سيظل اليمنيون رهن رحمة الإرهاب والطرق المهترئة التي تحصد أرواحهم كل يوم في مشهد أضحى مألوفا وغير مستنكر من غالبية اليمنيين الذين استمرأوا العيش في ظل هذا الوضع المزري بعد أنú نفدتú كل آمالهم بالتغيير نحو الأفضل!!

قد يعجبك ايضا