هادي رجل المهمة الصعبة لتحقيق طموح أمة(1 -2)

م . ماجد السقاف


انتقال اليمن من الوضع الحالي إلى وضع الدولة الاتحادية الفيدرالية مهمة صعبة, بل هي ثورة نهضة يقودها قائد ملهم حمل أمانة أمة صاغها ووضع مواصفاتها ومقاييسها خيرة النخب اليمنية الممثلة لمكونات الشعب وخلاصة تجارب الخبراء المساعدين لهم من دول العالم الأول ودول العالم الثاني, أخرج المهمة في مصفوفتها كوثيقة وطنية وهي وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل.
 فمن خلال المبادرات التي قدمتها جميع الفرق وممثلوها والعمليات التي تم تنظيمها ضمن نظام مؤتمر الحوار الوطني بمحاوره وفرصه المتعددة توصلت إلى إخراج منتج جديد للوطن وهو بناء دولة اليمن الاتحادية.
 فالمشروع قدم الدراسة الكاملة لبناء الدولة وسلم الوثيقة لقائد المهمة فالكل منا لازال يتذكر كلمات رئيس الجمهورية ورئيس مؤتمر الحوار الوطني حينما اعتلى المنصة وخاطب أعضاء المؤتمر “هل انتم موافقين على هذه الوثيقة أم لا” وافق الجميع وصدر تفويض شامل للرئيس هادي قائدا لمهمة نقل اليمن للدولة الاتحادية الفيدرالية.
فالمبادرة الخليجية هي خارطة الطريق والسياسة التي اعتمدها المؤتمر للوصول إلى وثيقة  الإجماع الوطني حتى تم انجازها وسلمت  للقائد التي أصبحت بعدها وثيقة شعب, وهي حق وطني ملزم تنفيذه فيما عدى حدود الاتحاد الجغرافي بين الأقاليم الستة كمصلحة توافق لخدمة دعم دولة اليمن الاتحادية المهمة صعبة والتحديات كبيرة على كافة المستويات .
الهدف الأول  عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والخروج بوثيقة وطنية تكون مرجعية شعبية يحتكم إليها عموم أفراد الشعب فلم تعد ملكا للأطراف التي ساهمت في الحوار عليها ولا ملك الأطراف في المبادرة الخليجية, فكلا الفريقين أطراف مؤتمر الحوار وأطراف المبادرة الخليجية هم الضامنون والملزمون بتنفيذها وهي وثيقة سياسية ترتقي إلى مصاف الدستور, فالمساس بها  مساس بالثوابت الوطنية إذ أصبحت بمثابة الثابت الوطني بدون منازع .
ولكن دعونا نتعرف على الكيفية التي تم بها إنجاز هذا الهدف الوطني وماهية المراحل التي مر بها, فقد تم وضع نظام لمؤتمر الحوار وطني ويضمن حل الصراعات داخل الكيانات الوطنية الظاهر منها كالقضية الجنوبية وقضية صعدة وغير الظاهر والموجود في جميع الكيانات الشمالية والجنوبية فقسمت مقاعد المؤتمر بالمناصفة بين الشمال والجنوب, فكان تحقيق هذا الهدف صعبا وخاصة على مستوى المؤسسات السياسية فترك لكل منها تطبيق الأسس والمعايير وكان لابد من إشراك الحركات السياسية في الجنوب تحت مسمى “الحراك الجنوبي” ومكونات الحركات السياسية الأخرى كالتكتلات التي وافقت على قبول الدعوة والانخراط في العملية السياسية من خلال حوار شامل لاسقف له .
فجلوس كل الأطراف السياسية والمجتمع على طاولة الحوار كان قرارا حكيما من قائد فذ,  فالخمس المراحل التي مر بها كان جزء منها متعلقا بالحضور والقبول للحوار والجزء الآخر  بجعل الباب مفتوحا للأطراف المعارضة الرافضة للحوار وهذه حسنة تحسب للرئيس هادي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر والدول الراعية للمبادرة الخليجية والراعية للوثيقة الوطنية .
المرحلة الأولى : مرحلة رفض الحوار لم تكن جميع الأطراف المتصارعة  قابلة للحوار أو المشاركة فيه وخاضت حربا أهلية ضمن صراع ثورة فيما سمي بصراع حرب الحصبة وأطراف خاضت مع النظام ست حروب فيما سمي بحروب صعدة وقوى سياسية كل منها استحضر الماضي لتصفية الحسابات ويحلم بالقصاص, وفي الطرف الآخر الأطراف الجنوبية الثائرة التي خاضت ثورة ضد النظام من العام 2007م  .
فكل طرف سياسي عبر عن رفضه إلى أن تم التوصل لاقتسام مقاعد الحوار بين الأطراف الأساسية وهو الحراك الجنوبي الذي عبر بعض القادة السياسيين للمكونات عن الرفض للحوار فكان من الصعب عقد مؤتمر حوار وطني دون وجود فصيل ممثل عن الحراك الجنوبي فكان الرئيس هادي صبورا وواثقا من قدرته على لم شمل الجميع في مؤتمر الحوار فكان يؤكد لممثل الأمين العام للأمم المتحدة أن الحراك الجنوبي ليس معيقا لمؤتمر الحوار.
المرحلة الثانية : هي مرحلة المقاومة للحوار مع المماحكات السياسية بين أطراف النظام السابق والحاكم عبر وسائل الإعلام, حيث هدد كل طرف منهم بعدم حضور مؤتمر الحوار والبعض تنصل من أن يكون الحوار حوارا وطنيا, وعلى مستوى الطرف الجنوبي بدأ الحراك الجنوبي مرحلة المقاومة لعقد مؤتمر الحوار ورفض شرعية الحوار وعبر البيض عن رفض الحوار وطالب بمفاوضات بين ممثلين عن الدولتين, وعمل الحراك الجنوبي على دعوة الشارع  للقيام بفعالية مليون ترفض الحوار ومليونية القرار فزادت التحديات وتملك الجميع حالة من اليأس والإحباط وأن البلاد ستدخل دورة عنف وأن طبول الحرب الأهلية قرعت .
 المرحلة الثالثة : مرحلة الترك حيث بدأت كافة الأطراف تترك المقاومة بعد أن كان هناك شعور بالدعم الدولي للانتقال السلمي لليمن وعلى وج

قد يعجبك ايضا