الحر والقهر والحملات الإعلامية

واثق شاذلي

مقال


أما الحر فهو ما نواجهه ونعيشه ونكابده في المناطق والمدن الساحلية ومنها م/عدن والتي كانت واحة لطالبي الراحة فأصبحت قطعه من جهنم الحمراء والسبب الانقطاعات المتواصلة للكهرباء فيها.
أما القهر فهو الأكسجين الذي أصبح يملأ رئات الناس في هذه المناطق والمدن وقوتها اليومي صباح مساء وقد خلقت لهم أزمة بل معضلة الكهرباء ما أصبح يعرف بالهم المشترك للجميع كبيرهم والصغير فهذه الاختناقات جعلتهم يضيقون بالحياة نفسها خاصة وان اسئله الناس واستفساراتهم عن إمكانية وضع حلول لبلاء الكهرباء وردود المسؤولين عليها لم تبشر بخير أو تعطي بصيص أمل للسائلين إلا إذا كان هذا الخير وذاك الأمل سيأتينا مع قدوم الواردين ونقصد به التغيير أو التعديل الوزاري الأخير… وهل سنقول عما قريب …فرجت.. وكنا نظنها لا تفرج¿!
شعوب العالم استطاعت ومنذ زمن طويل مضى حل أزمات ومشاكل الكهرباء عندها كان ذلك في مطلع القرن الماضي فهل نعيش نحن في اليمن في عام2014 أم في ذلك الماضي السحيق الذي كانت تنار فيه الشوارع بالمشاعل والفوانيس وبأمر من الوالي.
من ذا لا يعلم أن أي وزير جديد للكهرباء لا يحمل في يده أو جيبه حل أزمات الكهرباء في بلادنا خاصة أن تراكماتها لعشرات مضت من السنين لا يجعل المهمة سهله ولكن في إمكانه أن يضعنا ولو على أول طريق الحل الصحيح لمسألة الكهرباء وإلا لماذا قبل القيام بالمهمة فإذا اكتشف بعد ذلك خطأ تقديراته أو عدم قدرته على مواصلة السير في الطريق الذي سلكه ويسلكه فلا جناح عليه إذا هو انسحب تاركا المكان لغيره من القادرين على ذلك شريطة أن يطلعنا وقبل انسحابه وبكل شفافية بأكبر قدر من التفاصيل لأسباب انسحابه ويا ليت أن يطلع العامة قبل ذلك على ما يجده من صعوبات وعراقيل في مهمته الكبيرة من سطرها الأول فالقضايا الهامة في حاجه إلى اطلاع الجميع وتعاونهم.
أنا بالطبع لا أتمنى لباذلي جهود التغيير إلا كل نجاح ولكن كثره العجن في وعاء ضيق لا ينتج عنه إلا فساد العجن ودمار الوعاء وان السباحة في شبر ماء قد لا تتسبب في الغرق كما يقول المثل ولكننا نعمل وبايدينا على تحويل هذا (الشبر) من الماء إلى مستنقع لن يسهل علينا الخروج منه إلا بكهرباء خاصة قد لا تتوفر لدينا او بتكاليف باهظة للغاية.
أما حملات الإعلام فالمذهل أن لدينا وسائل إعلام وصحفا بالمئات وصحافه نسميها السلطة الرابعة وهي لا سلطة لها ولا حيلة بل أنها وللأسف في أغلبها ومعظمها تابعة أما لساسة أو لأحزاب أو قوى نافذة أو لمصالح شخصية, وما تبقى منها وهي المتمسكة بالمصلحة العليا للوطن وللشعب بكل طبقاته وفئاته والملتزمة بأصول المهنة والمحافظة على تقاليدها وأهدافها ووسائل عملها إلا أننا نجدها لا تستطيع القيام بكل مهامها كما ينبغي وكما هو المطلوب منها وخاصة في القضايا الكبيرة التي تهم الأغلبية العظمى للمواطنين والتي تؤثر على مصالح البلاد والعباد, فما نواجهه من أزمة مستحكمة للكهرباء لا تواجهه الصحافة بما ينبغي القيام به ونقصد بالذات القيام بالحملات الإعلامية والتي يتم التخطيط لها وبرمجتها وتحديد أهدافها والعمل الذؤوب للوصول إلى تلك الأهداف أو وضع أقدامنا على أول الطريق الصحيح لتحقيق تلك الأهداف.
صحافتنا تكتب وتنشر ما يحدث للكهرباء وبسبب الكهرباء … أخبار وتقارير وتحقيقات وبضعة آراء أو تحليلات لكنها سرعان ما تقف أو تنطفي تماما كانطفاءات الكهرباء نفسها. لقد سبق لي القول أن صحافتنا لا تمتلك النفس الطويل في عملها وكما تتطلبه هذه الحملات , الحملة الإعلامية مثلا لكشف حقائق أزمة الكهرباء والبحث عن الحلول المناسبة والسليمة لإصلاح حالها وتطويرها إذا بدأت بكشف الأسباب فلا يجب أن تتوقف إلا وقد وصلت إلى الحلول المفروض وضعها على طاولة التنفيذ والتأكد من توفر جميع إمكانيات التنفيذ ومتابعته وكشف أيه عراقيل قد تقف في سبيله.
المسؤولية الملقاة على الصحافة كبيرة والصحف التي ذكرناها ومن ينتسب إليها يبذلون جهودا في عملهم قد تكون أحيانا فوق طاقتهم مع عدم توفر كثير من أسباب ووسائل تسهيل وتحسين العمل الصحفي, يكفي أن الحكومة لا تعترف بالعمل الصحفي نفسه كمهنه, راجعوا وزارة الخدمة المدنية وتأكدوا من وجود الهيكل الوظيفي للصحفيين … لن تجدوا له أثرا .. الوزارة لا تعترف بالوظائف الصحفية مثل .. مندوب أخبار , محرر, سكرتير تحرير, مدير تحرير, رئيس تحرير, إنهم عند الوزارة موظفون وعمال … هذا مدير إدارة وذاك رئيس قسم وهؤلاء موظفون وأولئك عمال وما يعنيه ذلك من ضياع لكثير من حقوقهم المهنية .
ومع ذلك فهم على استعداد للقيام بما يطلب منهم إلا أن الحملات الإعلامية في حاجة إلى إدارة وتنظيم , لماذا لاتبادر نقابة الصحفيين اليمنيين سواء في مركزها الرئيسي في صنعاء أو في فروعها في المحافظات بتنظيم اجتماعات لعدد من الصحف الرسمية والأهلية والحزبية ومختصين في الكهرب

قد يعجبك ايضا