زائرات منتصف النهار !¿

عبد الرحمن بجاش


رن جرس الباب قبل أن تبادر ربة البيت إلى السؤال عبر سماعة الهاتف الداخلي : من ¿ – أفتحي , تهادت المرأة الطيبة محدثة نفسها ( أكيد هذه مسكينة ) واستعدت بيدها ما قدرت عليه لحظتها وكان متوفرا, سحبت الباب إلى الداخل : ما تشتي ¿ شلي هذا الحاصل – ما نيش شحاتة أنا أشتي أسالك : أين أحسن النظام السابق أو هذا ¿ ما رأيك بالأوضاع ¿ من أحسن… حزب… أو حزب… أو حزب… ¿¿ كيف تشوفي …..قاطعتها ربة البيت ولا تزال واقفة على الباب من الداخل : مالك موú تشي ¿ مو آذا الذي تسأليه , أني إلا (مكلف) ما نيش داري مو تقولي , والباقيات بالبيت مكالف , مع السلامة . هذا ما حدث لبيت جاري , كان الوقت ظهرا حين تم ذلك , لتعود ربة البيت وتتصل لزوجها حيث يعمل وتحدثه بما حصل وجسمها يرتعش خوفا لعدم تعودها المسكينة على مثل تلك الأسئلة , ليعود زوجها ويهدئ خاطرها ويطمئنها فقد ذهبت تضرب أخماسا في أسداس , لعل المقصود زوجها بتلك الأسئلة , لكنه طمأنها إلى عادية الأمر , بالمقابل كنت في زيارة إلى قريبتي في المدينة السكنية , كان سؤال اللحظة عن البترول , حدثتني ضاحكة : لقد لقيت لي صاحب يوفر لنا البترول , قالت : عند الله وعندك ضمونا إليكم أصحاب , قالت : لكنه اشترط علي قائلا : لو أنتي من الحزب الفلاني سأوفر لك البترول دائما , قلت في سري : وهذه الثانية , وبالمقابل لهذا الفرز وذاك الاستبيان العشوائي من جهة ما , حزب , جماعه , حركه , أنصار إلى آخر المعزوفة الطائفية والمذهبية التي ما فتئت تقسم الأحياء والحارات إلى ( مع ) و ( ضد ) فيغيب أمام هذا الفرز المنبئ بأوخم النتائج لعمل منهجي مستقبلي أيضا يحدد ( الأصحاب ) و ( الأعداء ) لا يوجد حتى بشائر كتلة ما تصطف بالناس استعدادا وتهيئة لاستحقاق واجب يكون مدخلا إلى الدولة , فما نراه مجرد إما أحاديث جميله تظل أحاديث تذروها الرياح , أو صمت مقابل يفجر صمت الحجر !! حتى يخيل لنا في هذه اللحظة أن من نعول عليهم الفعل أصبحوا مجرد تابعين يلوحون بالكلام ومن يهيمن على اللحظة شعاره ( قولوا أحسن الكلام وأنا سأفعل ما أريد ) , ويا ويلكم أن تتعدوا حدود الكلام !! , الآن قد يبدو سؤال تلك المرأة لربة البيت كما سيقول البعض هو ( صدفه ) وأنا أقول : لا ليس صدفه , فالأمر ممنهج ويسعى للوصول إلى هدف حدد مسبقا وينبئ بالويل وعظائم الأمور , وإن أردتم راقبوا ما يحدث في المساجد فربما هو سيناريو لتقسيم الأحياء والحارات والبشر ما يحول اليمنيين إلى مجرد كانتونات بغيضة يخطط لها من يخطط ….كنا نخاف زوار الفجر , صرنا في هذه اللحظة الفارقة نحسب حسابا لزائرات منتصف النهار , مقدمة لمقدم زوار يريدون تحديد ملامح البلد من الآن ,……..أين الكتلة المدنية ¿¿ أين الاصطفاف الذي صدعت به رؤوسنا , ولمن يجيدون الحديث أقول : اللحظة تستدعي غير الحديث الجميل ……..الواقع يريد أفعالا .

قد يعجبك ايضا