أفقرونا
أحمد غراب

لو كان الفقر بلدا لكان اليمن وأرجو ألا يقاطعني أحدكم ويقول: الصومال أفقر من اليمن لأن أفقر صومالي يتكلم لغتين ويستطيع في حال تشرد أن يعمل في شركة محترمة بالإضافة إلى راتب من الأمم المتحدة .
الكثير من المناطق اليمنية في الوقت الحالي تعتبر نموذجا لدى الأمم المتحدة لأقسى حالات الفقر. الحديدة -مثلا- يطحنها الفقر طحنا !
إن حدثت مجاعة لا سمح الله فالمجاعة ستحدث لأن ما يأكله العصفور في عام يلتهمه الجمل لقمة ولأن عشرات المليارات التي ألتهمها الفاسدون كان ينبغي أن تخصص لبناء مصانع لإطعام الفقراء والجائعين ولأن الزكاة والضمان الاجتماعي لا تصرف في سبلها الصحيحة ولأن سياساتنا الحكومية والاقتصادية فاشلة ولم تحقق أي بنى تحتية حقيقية في مجالي الزراعة والسياحة فلو كانت حكوماتنا الموقرة محنكة فعلا لأنعشت البلاد بالزراعة فالشعب الذي لا يزرع هو شعب جائع ولو كانت حكوماتنا رشيدة لكفتنا شبح الجوع بما نملكه من ثروات سمكية فضلا عن ثرواتنا السياحية والنفطية والغازية.
الفقر ايدلوجيا والجهل أحد أكبر أسباب الفقر في اليمن ولذلك يتم استهداف انابيب النفط والكهرباء بالإضافة إلى أن الفقر يأتي وليدا لـ”استراتيجيات” حكومية خاطئة وهي نتاج واقعي لسياسات عشوائية وفساد مستشر وفشل اقتصادي وجهل فاضح بأساليب البناء الحقيقي.
ومن آثار الفقر ارتفاع عدد المجانين على شاكلة جنان يخارجك ولا عقل يحنبك ما يتوجب على الحكومة ان تضع في حسبانها بناء مستشفى للمجانين من ضحايا الجرع في كل محافظة أو على الأقل في كل اقليم.
ماذا صنع الفقر باليمن¿! إذا أردت أن تعرف ماذا صنع الفقر باليمنيين فما عليك سوى القيام بزيارة لأقرب موقع الكتروني يمني وقراءة ما فيه من أخبار تبعث الاكتئاب والمرارة لدرجة ان صدرك يضيق وتشعر أن ما يحدث ليس في اليمن.
قلتها وسأظل أقولها اليمن بلد غني وشعبه فقير والسبب الفساد بمعنى: لو أحضرت ما في الأرض جميعا من ذهب وفضة سيظل اليمن بلدا فقيرا في حال ظلت الديناصورات فاتحة أفواهها فاردة كروشها هل امتلأتö¿ هل من مزيد¿!
كل ما في اليمن من حروب وتمردات ونزاعات قبلية وتقطعات وإرهاب وتنظيم قاعدة وحراك واعتداءات وسرقات… سببها الفقر والبطالة وتدهور الحالة الاقتصادية وفراغ الشباب وتعثر الاقتصاد والرياضة وطغيان الصراعات السياسية وانتشار السلاح.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.