تلويحات

محمد القعود


(1)
خذيني وانصرفي
ما عدت أنا صرت غيري..
سأجلس على مقعد في النسيان
هاربا من عدالة الذكريات
ومن حب هزمني بالضربة القاضية.

خذيني وانصرفي
سأبقى مع تفاصيل القصة
وسأنتظر عودتي
من رحلة تيه موغلة في الشجن
وربما أجدني بلا ملامح أو مدى
وربما أجدني اسما عابرا
في دفتر مذكراتك اليومية.

خذيني وانصرفي
ما عدت أميز بيني
وبيني.

(2)
يذهب إليها على جناح الحنين
يجدها غائبة عن الشوق.

يذهب إليها حالما بالمواسم اليانعة
يجدها مسورة بالربيع المؤجل.

يذهب إليها مذخرا بالذكريات الظامئة
يجدها مليئة بالنسيان.

يذهب إليها معارضا لطغيانها
يجدها ضحية الأقوال الصديقة.

يذهب إليها مواليا لعينيها
يجدها خارج المدى.

يذهب إليها بحرا من اللهفة
يجدها بلا شواطئ.

(3)
كان لي شارع باسم «حالة غرام»
داهمته مظاهرة ضد النظام
فرت منه الأشواق
وغادرته عصافير القصيدة
واختفت من نوافذه وردة القلب
وأغلق بائع الصبر دكانه
وهجر العاشق المجنون زاويته المفضلة
وانطفأ عمود الإنارة حزنا
وارتدت البيوت حöدادها
ومشت فيه الوحشة بزهو وخيلاء
ووجدت نفسي وحيدا
أذرف حنيني

قد يعجبك ايضا