أمين صالح الطويل …
عبد الرحمن بجاش

تذكروا هذا الإسم جيدا , بل ضعوه مؤطرا بالذهب في أعماقكم وحدثوا أولادكم وجيرانكم عنه , وحولوه إلى قدوة ونموذج , ألا لعنة الله على الفساد والفاسدين والمفسدين الذين أفرغوا حياتنا من كل شيء جميل, لكن الطويل موظف خدمات نقل عفش المسافرين بمطار صنعاء الذي ليس من (الكبار)- أنا لا أدري كبار في أيش !!- أعاد إلينا الأمل في أن اليمنيين الحقيقيين والمعجونين بتربة هذا البلد لا يزالون موجودين, فقط من يفتش عنهم , لكنها اللحظة التي لا تنفك تثبت أن اليمني البسيط لا يزال شهما ولم تلوثه ملوثات الفساد, ولا يزال نقيا, أمين الطويل إلى من يمدون أيديهم إلى المال العام وينهبون مستقبل أطفالنا أعاد مجوهرات وجدها في صالة المغادرة إلى صاحبها, وتخيلوا مفاجأة صاحب المجوهرات حين استعاد حقه ومفاجأته الأكبر حين أعتذر الطويل عن أن يقبل مكافأة منه, فبكل بساطة الإنسان عزيز النفس قالها (هذا واجبي الذي يفرضه علي ديني), ليثبت أنه يفهم الدين أفضل ألف مرة ممن يصدرون الفتاوى التي بها يحللون قتل الحياة وأولئك الصامتين في منابرهم مؤيدين ضمنيا قتل الجنود الذين يهبون أنفسهم فداء للوطن والمواطن بدون أي من أو ثمن !!! أينهم من أمانة وعزة هذا الطويل بالفعل يلامس هامة السماء بما فعله . وعزة النفس عمل سام لا يقدر عليه إلا من هم كبار نفوس وإن كانت مرتباتهم لا توفر كفاف يومهم, وانظر ففي كتاب (بنات سمو الأميرة) تحدثنا (جين ساسون) الكاتبة الأميركية بلسان الأميرة سلطانه عن الطبيب ( الذي يمتلك اقل قدر من الجاذبية بين الرجال الذين التقيت بهم) وقد عرض عليه الأمير أن يأتي إلى بلده ليكون طبيب العائلة وبراتب يحدده هو بالتأكيد, فرفض !!! عزة نفسه جعلته يرفض , شعاره (كن شريفا بدون مبالغه) تلك العزة التي تجعل الطبيب المبعثر شكله يقول لصاحب الثروة التي لا يحدها حدود ويتمنى ألف فاسد أن يصل إلى مشارفها (الثروة والسلطة لا تغريانني أبدا ), وحين عرضت عليه المكافأة الخرافية مقابل معالجة إحدى البنات رفضها بإصرار ولو لم تترافق مع كلمات رقيقه ك عزيزي (لأعتبرتها إهانة ), ليحسم أمره بالقول ( إن إحساسي بالجمال في بريطانيا يجعلني أرفض العيش في بلادكم )!! , إن الحياة ليست كما يردد الفاسدين والمفسدين فرصة للوصول إلى المال أو أن المال هو كل شيء , وان عليك أن تدبر نفسك إلى يوم ينساك الناس فاسرق بكل ما تستطيع وأنت ( احمر عين ) في النهاية !! ,لا….. أقولها وبكل الإصرار أن الحياة ليست مال فقط, بل هي عزة وسمو ورجولة وإحساس بالآخرين والمال المشروع والقادم من العرق والجهد مطلوب, إذ لو كان الأمر صحيحا كما يردد كل من نهب لما أعاد أمين الطويل جواهر ذلك المسافر وتصور الفرق بين ذلك المسؤول الذي كان يحرص آخر الشهر أن يستلم بطريقة ملتوية حق (الملوج) للبيت من ميزانية الوزارة وأمين الطويل !!! , وفي هذه الظروف التي نعيشها وهي فارقة وضاغطة على معيشة البسطاء نقول فقط لكل مسؤول عن المال العام وخاصة صاحبي الثاني الذي يتأهب لإنشاء أكبر مول في عدن الآن وقد أتى بسيارته الممزقة إلى الوزارة لا يكاد يجد في جيبه ثمن دبة البترول من أين لك يا صاحبي غير المال العام نهبته مقابل الشرف الذي ما بعده شرف يسجله أمين الطويل بكل رضى وثقة في أن المولى سيسبب الأسباب كلما سعى لتعويضه رزق يسد به أفواه أطفاله الذين سيقولون في مستقبل أيامهم ( والدنا كان شريفا واقرأوا الشهادة ), في وقت تكون اللعنات قد ملأت السماء والأرض على كل من نهب حق الناس وشاد به الفلل والمولات !! , ويا كل مسؤول تأمل في معنى قناعة موظف خدمات نقل عفش المسافرين ….ويا أمين الطويل …نم قرير العين بعد أن سجلت في سيرتك كل السمو والترفع وظهرت كبيرا اكبر من كل مواكب الفساد …..
