اليمن في الخارج.. تاريخ سلخه الإرهاب

محمد محمد إبراهيم


تصور وأنت في محفل دولي خارجي كم ستكون فخورا¿! وأحدهم يحدثك عن تاريخ موكا.. وتجارة اللبان وطريق الحديد بين الشرق والغرب تدفقا من جنوب شبه الجزيرة العربية.
ستشع فخرا واعتزازا إذا كنت قارئا جيدا لتاريخ وطنك ومسقط رأسك اليمن السعيد الذي يمتد من قلب الربع الخالي شمالا حتى ما بعد سقطرى والمحيط الهندي جنوبا ومن قلب ظفار عمان حاليا شرقا إلى مشارف ما بعد نجد أو الحجاز المملكة العربية السعودية حاليا شمال غرب وإلى الحبشة غربا.
وستطير شوقا خصوصا إذا كنت في أحد بلدان الديمقراطيات الحداثية واحد المستشرقين يحدثك بثقة كبيرة عن تاريخ بلقيس الملكة المخلدة في القرآن صاحبة العرش والحكم والعقل رائدة الشورى التاريخية ومحور الديمقراطية بانية وطن الأفئدة الدقيقة والعقول الحكيمة ستقول بصوت يبح مكبرات الصوت: هذا بلدي اليمن السعيد..
حينها سيعبس محدثك الأجنبي في وجهك ليس تشفيا فيك ولا اعتزازا بك ولكن ألما عليك لأنه استشرق العلم لخدمة السياسة فاسيتقظت فيه قيم الإنسانية فصار ينظر اليمن بأنها عمق الإنسان الحضاري ومعان أخرى ستتجلى حين يقول لك بحزن عميق “هذا تاريخكم أيها اليمنيون .. كيف دمرتموه وسفهتموه وجعلتموه قبلة للإرهاب والتطرف والاختطاف والعنف والقتل..¿
هنا ستموت كمدا قبل أن تصدمك الحقائق على الأرض وستشعر أن العالم صار على خوف رجل واحد من اليمن وعلى صورة ذهنية سوداوية عن إشعاع تاريخ في الخارطة الإنسانية اسمه اليمن.. فما الذي سيخطر ببالك حين تدرك أن 30% فقط من عدد الإرهابيين في اليمن هم من اليمنيين من أبناء جلدتك وأنهم وراء استجلاب 70% من إرهابيي العالم إلى وطنك الأم لتدمير سمعة اليمن وتاريخه العريق وتدمير إنسانه أيضا وتعطيل برامج التنمية وسد أفق المستقبل وجعله بؤرة صراع مستدام تعد ذريعة سهلة لطوفان استعماري جديد يفكك القوميات ويجزئ القضايا الوطنية.
هنا ستدور بك الأرض وأنت تستقرئ ما فعله الإرهاب بوطنك في الخارج.. لقد وضع علامة الخطر الحمراء أو دائرة الحمراء على خارطة بلدك لتجد نفسك في قفص الاتهام وتحت عدسة الرقابة القاسية وأنت تدخل الحمام والفندق والطائرة والمطعم وغيرها.. وستؤمن بأحقية العالم في الدفاع عن أراضيه من غزو الإرهابيين بقوة القانون والدولة وقيم الانتماء الوطني وستدرك أن واقع بلدك مرير وأنه يتطلب تضحيتك بكل ما تملك من أجل تطهيره من الإرهاب والإرهابيين وأن لا ذنب للإرهابيين من الجنسيات الأخرى في اليمن أكبر وأشنع من ذنب القلة اليمنية التي آوت واستقطبت الإرهاب إلى اليمن لتفتن حاضر اليمن كماضيه بلعنة الجنتين.

قد يعجبك ايضا