أكذوبة التحكيم الخرافي لقبائل آل شبوان بين اخلاقيات المهنة ومقتضيات الانتماء الوطني
محسن خصروف

حين طالعتنا وسائل الإعلام عن مقتل شائف الشبواني كانت المبررات أنه رجل خارج القانون وأنه أحد أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي الذي اعتدى على حاجز أمني في نفق المصباحي بالقرب من دار الرئاسة حين حدث ذلك كان رد الفعل لدى الرأي العام يشير إلى أن ما قام به الجنود ليس إلا من قبيل الدفاع عن النفس سيما وأن ما هو معروف بقوة لدى المجتمع اليمني أن آل شبوان يقفون وراء تدمير أبراج الكهرباء وأنابيب النفط عشرات المرات وبحسب الإعلام الرسمي والشهرة الشعبية. وتبادر إلى الأذهان أن ذلك سيكون بداية لعمليات التصدي المتوقعة للإرهاب بعد ما حققته القوات المسلحة والأمن من انتصارات في محافظات أبين و شبوة و البيضاء ثم بعد ذلك قرأنا و سمعنا من يقول أن شائف الشبواني ليس من تنظيم القاعدة ولما استقصينا وتتبعنا الموقف الرسمي قيل لنا من جهات معلوماتية رسمية أن ما تناقلته وسائل الإعلام الرسمي هو صحيح 100% ولم يثر الخبر الكثير من الجدل باعتبار أن المنطقة تعج بالقاعدة وأنصارهم الذين يمارسون العديد من الأعمال الخارجة عن القانون ويسعون لتدمير الأمن الاجتماعي –الاقتصادي والسياسي معا. ولكن الفاجعة الكبرى الذي أصابت القراء والمستمعين وجميع الأهالي تقريبا هي خبر التحكيم الذي أوردت تفاصيله ومقداره ونوعه بعض الصحف وانتشر في الأوساط الشعبية كالنار في الهشيم وتضمن 22مليون من الدولارات وآلاف البنادق الآلية ومئات السيارات المتنوعة وآلاف البراميل من المشتقات البترولية تعطى للمنطقة بشكل يومي وآلاف الدرجات الوظيفية وبمزيد من الاستقصاء وتتبع صحة الخبر الفاجعة تبين من أكثر من مصدر مهتم أن ذلك الخبر عار عن الصحة وأنه غير مطروح أو وارد من الأساس سواء من قبل الرئاسة أو من قبل آل شبوان أنفسهم فالإجراءات قد انحصرت في تشكيل لجنة رئاسية للتحقيق في مقتل شائف وحمد الشبواني والتحقق مما إذا كانا بالفعل من تنظيم القاعدة أم أنهما مجرد مواطنين مسالمين لا علاقة لهما بالإرهاب وهذا ما ألح عليه قبائل آل شبوان. .
وبقراءة وتتبع ما ينشر في بعض الصحف التي تقول أنها مستقلة وبعض القنوات التي تملأ الدنيا كذبا يجد القارئ الكثير مما يثير الدهشة والتأمل في مضامين تلك المنشورات ويضع على معظمها الكثير من علامات الاستفهام ويتساءل عما ترمي إليه ولقد كان السؤال الرئيس بعد قراءة خبر التحكيم وماهيته هو : هل ما جرى ويجري في محافظات أبين و شبوة والبيضاء هي معركة وطنية ضد الإرهاب ام معركة إعلامية يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي ويريد أن يشغلنا بها ¿ وبالمزيد من الحقائق يتجلى لكل ذي عقل أنها معركة ضد الإرهاب بالفعل تحت إشرافه المباشر سيما إذا ما تم استحضار مشاهد مئات الجثث التي تناثرت في ميدان السبعين وباب كلية الشرطة وفي المنطقتين العسكريتين الثانية والرابعة وفي مجمع الدفاع وغيرها الكثير وسيصل إلى قناعة بأنها معركة كل الوطن ضد الإرهاب ومن يناصره أو القاعدة وأخواتها ومن أجل تحقق الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية لكل المواطنين ..
لقد صار أكثر من واضح أن ما ترمي إليه بعض وسائل الإعلام والمطبوعات ليس فقط مجرد التوزيع الأكبر لمطبوعاتهم وجني الربح الأكثر حتى وإن كان ذلك على حساب أمن وأعصاب وصحة وحياة المواطنين بل هو خدمة لذوي المصالح التي لا يستطيعون أن يضمنوا دوامها إلا في ظل الفوضى والاضطرابات والعنف والقتل وتغييب الدولة ومؤسساتها وفي ظل الصراع المجتمعي تحت شعارات ما دون وطنية وفي ظل الأزمات الاقتصادية وإضعاف وتغييب دور قوى الحداثة ومنظمات المجتمع المدني وتتويه المجتمع خارج العملية السياسية الجارية بشكل عام ومخرجات الحوار الوطني الشامل على وجه الخصوص…. وهنا يحق لنا أن نتساءل أين دور نقابة الصحفيين ¿ ما الذي تراه مناسبا إزاء تلك المطبوعات التي تتعمد أن تقلل من قتال وانتصارات القوات المسلحة والأمن كما تجتهد في العمل على تثبيط همم المقاتلين وتعمد بدلا عن ذلك إلى الترويج لمقاتلي القاعدة وتضفي عليهم من البطولات ما ليس فيهم¿ أين أخلاق المهنة¿ بل أين الوطنية وبعض الشعارات المدنية الديمقراطية التي يرفعونها¿
إن القوات المسلحة والأمن تخوض معارك يومية ضد الإرهاب على مستوى مساحة الوطن في أكثر من جبهة وفي المدن بشكل عام والعاصمة بشكل خاص وقد نجحت الأجهزة الأمنية وفق مصادر موثوقة في اعتقال ما يزيد عن عشرة أعضاء في تنظيم القاعدة في العاصمة وهي ترصد الكثير من الأوكار المحتملة والمعروفة. وما زلنا نبحث عن المعلومة الصحيحة عن المستويات التنظيمية للمعتقلين وجنسياتهم. .والمهم في كل ما سبق هو ألا تكون المصلحة الوطنية العليا وأمن الوطن القومي محل مساومة و عرضة للبيع والشراء من قبل بعض المتاجرين بهموم ومعاناة المجتمع. وأنا أعتقد أن ما وصل إليه الحال لم يعد يسمح باستم