ثلاثي الرعب !!
عبد الرحمن بجاش

في كل بيت الآن أو في معظم البيوت على الأقل ما يشغل بال أولياء الأمور , ما يجعلهم يؤجلون أولويات كثيرة إلى ما بعد شهر يونيو القادم حين يكون للعالم كأسه ولأولياء أمور طلبة الثانوية العامة كأسهم المؤجل !!! , ففي كل بيت تنهيدة كبيرة حين تغادر الكهرباء فيحنب كثيرون حيث لا وسيلة لأولادهم غير تيار الحكومة فلم يستطيعوا شراء المواطير !! , الثانوية العامة تحولت إلى بعبع كما قلنا هنا ثلاثي الأبعاد هذا العام تحديدا , ضلعه الأول المعدل , ضلعه الثاني الانطفاءات المتلاحقة وطويلة المدى , ضلعه الثالث التوتر نتيجة الشائعات التي تطلقها ماكينة الإطلاق من المطبخ الذي حاول قبل أيام إضافة ضلع رابع بقطع الشوارع ونشر الفوضى , يومها كثير من طلبة الثانوية وخاصة الفتيات لم يذهبوا إلى اختبارات تجريبية بسبب تلك الشائعات عبر الفايسبوك والواتس والتليفونات !!! وإن كان معظم الجهد السيئ ذهب أدراج الرياح بفعل حدس هذا الشعب برغم كل متاعبه !!! , ما يحمل الحكومة ضعفين من الواجب تجاه معاناته وصبره , وبالمقابل فقد تكررت الجمعة كسابقتها فذهب معظم خطباء الجمعة للحديث عن كواكب أخرى , يحدثون أقواما آخرين لا علاقة لنا بهم , وكأن هذه البلاد لم يعد بها ما يمكن الحديث عنه وحوله !!! , لا ادري من أين يأتي معظم من يعتلون المنابر¿¿ , في بلد مشغول بما يشغل كل دقيقة في يومه , إرهاب , بطالة , فقر , حبوب تأتي من كل المنافذ , شباب يضيع بسبب علامات الاستفهام التي لا تجد جوابا , وخطباء الجمعة مشغولون بفتوى ( تحريم السفر الى بلاد الكفار ) !!!!, ولا زلنا إلى هذا الزمن حيث العالم وصل إلى آفاق لا نستطيع تخيلها في السفر إلى العلم , ونحن نشغل بالخلاف عن عورة الرجل أين تبدأ وأين تنتهي , فيما حياتنا كلها عورات بسببهم حيث لا يزال الخطاب الديني متأخرا آلاف السنين , وحيث لا تزال الأوقاف مشغولة بأراضي الوقف أكثر من الانشغال بعقول الشباب تحديدا . تمنيت أن أسمع أي خطيب ولو بالنقل أشار إلى المعاناة من رعب صنعناه بجهلنا ( الثانوية العامة ) , وهانحن في بيوتنا نتحول إلى اخصائيين اجتماعيين ومسعفين , وآباء , وكله بسبب المعدل المرعب , وللأسف الذي ما بعده أسف أن كتاباتنا تذهب أدراج الرياح بسبب أن لا مسؤول في التربية وتوابعها يعير ما يكتب اهتماما وكأنهم في المعامل يجرون أبحاث الذرة وتوابعها فلا يجدون وقتا حتى للإشارة مجرد الإشارة, وإن كان ثمة إدارات علاقات عامة تطل على الكتابات الجادة التي تخوض في معترك التربية والتعليم من اجل الطالب والمستقبل الذي يعنيه . المسجد للأسف بعيد عن الناس تتقاسمه النخب السياسية وكل يزرع في ما تصل إليه يده من منابر اعضاء حزبيين يسمون (قيمي) مساجد أو (خطباء) لا فرق ,. كل يبشر بصاحبه لليوم الذي سيأتي ولن يبقي ولن يذر طالما والخطاب آت من المسجد الذي لو أدركنا مهمته الحقيقية لحققنا لهذا البلد مستقبلا آخر …..لكن ان يظل المسجد فقط يتبارى القيمون عليه بطول اللحى فأبشر بأيام أكثر قتامة …….., كان على كثيرين ممن يتبنون الخطاب الديني افتراضا أن يحددوا الآن وليس غير الآن أين يقفون , لكنهم آثروا الصمت , أو أصدروا بيانا ت كتلك التي تتحدث عن طرفي نزاع في ما يدور الآن !!!!!! , وتظل الثانوية العامة تتقدم الآن كل الهموم ……
