وهم.. وعيون
محمد المساح


لم يكن يدري من في الطرف الأخر يناديه¿ من ابتدأ التحية والسلام¿ كيف أبرقت العيون وتلامحت لا وجه أمامه واضحا ما عدا عيون هنا.. وهناك ترسل بريقها.. المعتاد في الفضاء والفراغات والوجوه غالبيتها وراء اللثام وصاحبي منذ عرف نفسه طبيعته التلف.. لمعه عين لا تقصده ولا تعنيه تمر مصادفة وهو يعبر المشهد للعين الناظرة فيحسبها متجهة ناحيته حينها يهتز القلب الملعون للعيون العابرة للرصيف فتثير أحشاؤه الداخلية أمواجا نعصف بالزبد فيتطاير قلبه مزقا يجذبها الريح في مسالكه البعيدة يتركه هناك على أطراف الكون بغية أن يعيده.. في طريق العودة فلا تعود الروح.. ولا الريح يعود.. ويظل هناك في أقصى المسافة.. على حواف الأرض النائية البعيدة وحيدا معزولا يتوحد في الأرض.. الأرض اليباب في جنوب الكون.. يسلي نفسه بمحاورة الصمت.. حيث لا أغنية تنشد فتحيي الروح..ولا سمك الدلفين يطرطش بالماء المالح.. على طرف المحيط حين العصف الماضي.. تحمله معها وتفلته في طرف المكان ليعود عودته الأولى في البحث.. عن أجوبة دائما ما يضعها متوهما بذلك النداء الغريب الذي يهاتفه بلا رنين.. من الطرف الآخر.. حسب زعمه.. أو عيون تلمع في الظلام.. كما يقول.. الصوت.. والعيون هما.. ربشته وأسئلته المجنونه.
