الموت والحياة في السرد الروائي للمرأة

ثابت المرامي


حصل وعي بدور المرأة في تحولات السرد الروائي أو القصصي كما هو دورها في تحولات البشرية عبر تاريخها ,,وتوسعت دلاليا من وجودها البيئي أو الاجتماعي المنمط والمحسوب برقابة الرجل والهيئة الاجتماعية التي يتسيد عليها , إلى تطور فني ذات فاعليه سردية تحدد مصائر وإتجاهات السرد وتكون حاضرة بالهيئة المتشكلة في نص يدعمه قوة الخيال والمقدرة الفائقة على إبداع يظهر كل ألوان الحرب الغير معلنه على المرأة بداية من تلك الخطيئة التي أختل بسببها نظام الكون وانحرفت مسيرة الإنسان الفردوسية ليصبح كائنا أرضيا معذبا ومعاقبا من اجل قضمة تفاحه .. وقد دأبت نصوص إبتسام القاسمي على صراحة وحرية معركة المرأة تجاه الموروث الأخلاقي تجاهها , بل إن تلك الحرية برزت متصله أو مبطنه بمحاسبة القانون الأخلاقي للمجتمع النسائي في ظل غياب علامة سويه بين أفراد المجتمع نجم عنه طمس هوية المرأة وإقصاء ذاتها ,, وفي الأخير ما كان لهذه الذات , سوى الأيمان بتجربة القلم والكتابة وبشعور يحرك الأحرف من لغة الإستسلام للواقع إلى ترسيخ دور المرأة الفاعل والمتفاعل في خلق التحولات على صعيد الفن والتاريخ معا , وانتقالها من وجود ظلي تابع سلبي إلى وجود خالق الأفعال الفنية والسردية ومسهم في نقاطها وتشابكها . و تحويل ما تعانيه المرأة إلى إنسان نص كائن فني لغوي مجازي حقيقته الواقع والطبيعة المألوفة وتحويلها إلى سياق فني وقصصي رائع يحكي ما يتضمنه المجتمع من أفات وتسلط , في أكثر القصص نماذج تدون سيرة المرأة محاطا بسيرة إمتعاظ المجتمع للمرأة وحريتها والتعبير عن ذلك تم بحرص من الكاتبة في طرح ما هو واقع معاش , إلى وثيقة فنيه تكشف أساليب التسلط ألذكوري وإحكام قبضته عليها … بسرد يحسن شروط الرصد للواقع ويحسن أدوات خطابه مائلة للسخرية وقد يتخذ بعدا أكثر من الانتقال من المباشر والخطاب المكشوف إلى الرموز والإشارات داخل ألكتابه , حتى تصبح كتابة نقد للفساد ألقيمي والمجتمعي ضد المرأة ..وهنا نلتمس مجانية الصراح أو الهتاف بصوت أدبي فني لإدانة التسلط ألذكوري في مجموعة إبتسام القاسمي (أخيرا تجرأت )
بدء من عتبة الغلاف لغة اللون الأسود والذي يعبر بسبب دكنته عن الحزن عن مواقف وحالات نفسية تعسة كالتقزز والخوف والخطيئة والغموض وانفجار الألوان الذي يتسيده اللون الأخضر وما يوحي به في لغة الألوان رمز الخير الأمل والمستقبل والبعث من جديد والتفاؤل وتجديد الآمال العظيمة للمستقبل واستعادة القوى والطاقة , كتابة اسم المؤلفة باللون الأبيض أعلى الغلاف وبعني الأبيض رمز للنقاء والضوء الصدق والإخلاص الفرح ويعبر اللونان الأسود والأبيض معا عن تحول أو لحظة انتقال عن المرور من مرحلة إلى أخرى كما يمثلان اللحظتين الأساسيتين في حياة الإنسان : مولده ووفاته ..كما ذكر الأديب مجدي شلبي في لغة الألوان ..
عنوان ألمجموعه القصصية أخيرا تجرأت والذي يتوسط انفجار الألوان في الغلاف والذي وظفته الكاتبة حسب نمذجة (جينيت , شارل , غريفل , ليو هوك ,ودوشي . وهـ.ميترون) بخاصيتيه الأنطولوجيه وهي استقلاليته كبنيه نصيه والمتمثلة بلفظ أخيرا تجرأت وما يميز نصية العنوان عن أي نصية أخرى هو أقصى مستويات الاقتصاد اللغوي حسب تصنيف محمد الهميسي ,, (براعة الاستهلال في صناعة العنوان) الذي يفرضه عليه الموقع المكاني الخاص بالعنوان, على اعتبار ان أول ما تنصب علي فعالية المتلقي هو العنوان,, أيضا معناه ( والذي يوحي إلى الخروج على ما هو تقليدي في المجتمع و كسر حاجز كان مهيب بالنسبة للكاتبة يدينه المجتمع ويرفضه.) . وخاصيته الوظيفية أي نسبيته إلى العمل أو نسبة العمل إليه يحدد جنس النص في الإظهار والتأثير على المعنى النصي واستحضار كل الأدلة التي تحقق قيود سن إنتاج العنوان التي ذكرها عبد اللطيف محفوظ في (سيميائيات التظهير) , وبهذا فان العنوان مكتمل الشروط التي سنها كريفل وهي الالتزام بالنص , والإثارة والاختصار ,والوضوح وعدم التشابه , وقد تم توليد النص في علاقة امتداديه بين النص والعنوان إذ يمثل الأخير كل الأفكار الواردة في الخطاب والكل الذي تكون هذه الأفكار أجزاءه كما ذكر جان كوهن(في بنية النص) ,, وهنا يقدم لنا العنوان . معونة كبرى تضبط انسجام النص وفهم ما غمض منه إذ هو المحور الذي يتولد ويتامى ويعيد إنتاج نفسه في النصوص كما أن الكاتبة وظفت عناوين قصصها في صياغة قصتها الاخيره محاكمه وكأنها مقدمة جاءت في النهاية . مرورا بعنوان المفتتح ( استأنفت الحياة ) بعد أن فكرت بجدية في الانتحار وبعد أن خاب ظني في الموت.. قررت الحياة” ومن هنا يبرز قرار الحياة المنبعث باكتشاف السبيل الأنسب للحياة وهو الكتابة كفعل منقذ لأن الكتابة حياة تحتاج إلى قرار جريء باعث جديد للحياة استئناف قوي وجرأة على السرد طريقا للنجاة والفرار بالذات من الظلم والموت ( ربط وجود المرأة بال

قد يعجبك ايضا