خطاب مفتوح إلى… مدير امن عدن
واثق شاذلي

مقال
واثق شاذلي –

مقال
هل تصدقون أن قصص وحكايات المخدرات في م/عدن وتفشيها خاصة في أوساط الشباب قد فاقت قصص ألف ليله وليله التي كان أبناء المدينة ومنهم الشباب يتحلقون لسماعها في أمسيات شهر رمضان الكريم.. الآن…كثير من هؤلاء الشباب يقطعون الشوارع ويتحلقون في الأركان لتعاطي المخدرات بمختلف أشكالها , وفيما تعطي قصص ألف ليلة لسامعيها العبر والفوائد وحتى التسلية إلا أن قصص الشباب وحكاياتهم اليوم لانجد فيها سوى الأذية لهم ولغيرهم وهي قصص وللأسف دامية ومدمرة.
الجرائم والبلاوي التي تعاني منها م/ عدن ليست بالقليلة ولا تقتصر بالطبع على جريمة المخدرات فهناك جرائم حمل السلاح واستعماله في أعمال العنف والسطو والسرقات المسلحة والاعتداء على الآخرين, وكذلك فوضى المرور الضاربة أطنابها في أرجاء المحافظة وتشكيل عصابات الرعب التي أخذت تعيث في الأرض فسادا هدفها ضرب امن وامان المواطن والمحافظة في الصميم وبعث الخوف والفزع في قلوب الناس وتحدي القوانين والضرب بها عرض الحائط , وهناك جرائم أخرى سنحاول تناولها في عمود قادم بإذن الله.
الجرائم التي تحدث في عدن الآن (كوم) لوحده كما يقول (أهل مصر) وجرائم المخدرات وفي أوساط الشباب ( كوم) آخر لوحده, فتوزيع المخدرات وتهريبها وتعاطيها جريمة في حد ذاتها وحول ما تسببه المخدرات من جرائم أخرى فحدث ولا حرج.
ماذا نقول ونحن نعرف أن شباب اليوم هم الذين سيتولون في المستقبل القريب المسؤولية وأعباء قيادة البلاد وإدارتها وتحسين مستويات الناس في مختلف أوجه حياتهم , كيف يمكن لنا أن نعتمد على هذه القوى وقد اخدت دودة المخدرات في مص دمائها وكيف يمكن تهيئة الشباب للمسؤوليات القادمة ومصائب المخدرات تهبط بهم إلى مهاويها العميقة والمخيفة.
إن الدمار الذي يحدث في مختلف النواحي المادية يمكن تعويض ما ضاع بسببه وإصلاح ما تم تدميره مهما بلغت التكاليف , أما الدمار النفسي الذي تحدثه المخدرات اليوم في عقول وأجساد شبابنا فليس من السهل علاجه , ولاشك أن إعادة تأهيلهم لتولي المسؤوليات المناطة بهم لن يتحقق الا بعد جهد جهيد ونفقات باهظة ندفع ثمنها جميعا… المجتمع والشعب والوطن.
هذه الرسالة الموجهة إلى د/ مصعب الصوفي المدير الجديد لأمن عدن كتبتها إثر صدور قرار تعيينه في أواخر فبراير الماضي , ما دفعني لدلك جملة من الأسباب منها : ”
/ المدير الجديد لم يهبط إلى ذلك المنصب الهام بالمظلة( البراشوت) بل تدرج في سلك الشرطة دراسة وعملا أي انه اتجه في شق النهر ابتداء من منبعه.
/ من مواليد المناطق الأكبر والأكثر شعبية في المحافظة( مدينة الشيخ عثمان) التصق بمجتمع المحافظة وناسها البسطاء منذ صغره.
/ رجل أكاديمي حصل على الدكتوراه في القانون الجنائي ودرس في أكاديمية الشرطة وهذه ميزة خاصة لمن يتحمل منصبا عسكريا أو امنيا كبيرا وهاما.
إلا أن أهم ما أردت إيصاله إلى الأخ مدير الأمن هو أمر المخدرات التي أخذت تعيث في المحافظة فسادا وتبطش بناسها وفي مقدمتهم شبابها خاصة وانه قد سبق للأخ المدير تولي مسؤولية مكافحة المخدرات كنائب لمدير عام مكافحة المخدرات.
ترى كم عدد القادة الذين تولوا مسؤولية امن عدن منذ الاستقلال وحتى اليوم, العبرة ليست بالعدد ولكن بما ترك كل منهم من بصمة هامة في مجال عمله ومسؤوليته.. ما الذي أمكن لكل منهم انجازه , وهنا أيضا فان ذكر العدد ليس مهما فالأهم هو نوع ومدى ما أنجز خلال حمل القائد للمسؤولية ويكفي أن نذكر انجازا واحدا فقط نعيش نتائجه حتى يومنا هذا
أنا لا اقصد أن يترك مدير امن عدن القضايا والمهام الخطيرة أمامه وهي ليست بالقليلة ويتفرغ للمخدرات ولكن بإمكانه أن يعطي أمر المخدرات عناية اكبر وتركيزا أكثر ووضع خطط عمل وبرامج زمنية قابلة للتنفيذ تعمل على وضع حد والقضاء على خطورة هذه الآفة.
أكاد أسمع من يقول … لماذا تعطون المخدرات حجما اكبر من حقيقتها .. ¿ لهؤلاء سأذكر لهم ما قاله مدير أمن عدن في أول حديث له مع صحيفة أهليه ( هنا عدن) حسب ما جاء في الموقع الالكتروني هنا عدن حيث قال المدير” الملف الأمني لعدن حمل ثقيل والصعوبات أمامه كثيرة ومطلوب تكاثف الجميع للعمل على حلها .. لابد من إزالة ما يهدد حياة المواطن وما نشهده الآن من أعمال الاغتيالات ونشر المخدرات” . مسؤول امني آخر هو مدير امن القطن في م/ حضرموت قال قبل أسابيع قليلة مضت بان مشاكل الأمن كثيرة إلا أن اخطر الظواهر التي انتشرت هي المخدرات وتعاطيها في أوساط الطلاب.
لست في حاجة إلى القول بان البناء ليس