هذا الإعلام التعيس

خالد الصعفاني


 - أتابع القناة الصينية الناطقة بالعربية فأرى المذيعين الصينيين يذكرونني بتعساء المذيعين في أغلب القنوات اليمنية وكأن زملاءنا  تعلموا العربية وليسوا ناطقين بها ..
خالد الصعفاني –

أتابع القناة الصينية الناطقة بالعربية فأرى المذيعين الصينيين يذكرونني بتعساء المذيعين في أغلب القنوات اليمنية وكأن زملاءنا تعلموا العربية وليسوا ناطقين بها ..
وبالمقابل أجد ضيوف تلك القناة المجتهدة وأغلبهم صينيون متخصصون في كل شيء عربي وشرق أوسطي وقد تفوقوا على الكثير من نظرائهم اليمنيين من حملة القاب المحلل السياسي والاقتصادي … الخ .. هؤلاء جميعا يبدون كفريق واحد والهدف ايصال الرسالة الصينية الناعمة بلسان عربي فصيح ..
أعود للإعلام اليمني فأرى العشرات من المذيعين ربع ونصف الأكفاء وسريعا ما يصرعك هؤلاء وهم يديرون حوارا أو يقرأون الأخبار أو حتى يقدمون البرامج المنوعة .. أخطاء لغوية وركة في استخدام الكلمات وسطحية في السؤال والتعليق زد عليها جميعا قنوات ربطت رسالتها بحمار الدبور .. والدبور هنا في رأيي هو طبيعة الرسالة التي تقف خلف كل قناة , ولا يكاد يربط بين القنوات اليمنية وأنت تتابعها إلا أمر واحد هو ركة أغلب مذيعيها ومذيعاتها من الناحيتين المهنية واللغوية ..
إعلامنا المرئي زاد في السنوات الأربع الأخيرة ويمكن عد ثلاثة عشر قناة منها لكن القاسم المشترك الأعلى بينها يظل قبولها بمذيعي البلاش باعتبارهم الخيار المتاح ..
ومع ذلك العدد الكبير يظل الواحد منا يتنقل بسأم التائه بين القنوات الحكومية والخاصة وتزداد المعاناة وأنت تبحث عن إبرة المعقول في تغطياتها في كومة قش من نشر الكذب وقول الزور وجرعات التضليل بصفاقة يستحي معها الحليم ..
أبحث أحيانا عن وقية منطق في ما يذيعوه في أربع وعشرين ساعة فلا أكاد أجد ذلك إلا قريبا من جدار الندرة ..
أتساءل عن المسئولية الاجتماعية لها وهي تبث سموما من كل نوع لعقول المشاهدين وأفكارهم ..
وفي حين تشتكي الكثير من منظمات العمل المهمة في البلد بتجاهل أنشطتها أو محاسبتها كجهات تجارية وهذا ما تشكوه مثلا الصحة والسكان ومكافحة الفساد والأمن والتعليم والشأن الاجتماعي والديني وغيرها , نجد أن إعلامنا غارق في وصلات إعلامية متواضعة القيمة والمضمون من ناحية ومن ناحية أخرى برامج وثائقية عفتها النفس وعفا عليها الزمن ونفر منها المحتوى ..!!
ولأنني إعلامي متمرس أجدني منزعجا أكثر من غيري غيرة على إعلام بلدي لأنني أستطيع قراءة ما الذي يعنيه العنوان والصورة والمعلومة .. اقرأ تماما سوءات أن يكون أمامك مذيعا أو مذيعة – أي كلام – ترثى لحاله أو أن يكون الريموت هو ملاذك الأخير للتخلص من هذا ” العك ” ..!
وهنا لابأس أن أسدي نصيحة مجانية لزملائنا في الإعلام المرئي .. تابعوا القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية .. ركزوا على لبس وهيئات جلوس أو وقوف المذيعين .. ركزوا على اللغة السليمة المستخدمة.. وركزوا على الكفاءة والمهنية والاحتراف في التعاطي الموضوعي والناضج مع الضيوف في الاستوديو أو خارجه ..

أخيرا:
في الإعلام المكتوب الكثير من إشكاليات وسقطات العمل أيضا إلا أن الإعلام المرئي وهو ما كان محور تناولي السالف يلفت أكثر من غيره لأن تأثيره أكثر طغيانا على المجتمع ولأن غلطة المذيع غلطة شاطر , يعني تقاس بضربها في الرقم 10 في كل مرة ..
khalidjet@gmail.com

قد يعجبك ايضا