اليمن أغنى الشعوب العربية..وهذا الدليل!!

فايز البخاري


اسطوانة مشروخة يرددها الساسة والمسئولون ليوهنوا بها عزائم اليمنيين وليشعöروهم أنه لولاهم لما قامتú لليمن قائمة وذلك حين يرددون دوما وأبدا على مسامعنا بأن اليمن فقير فيما هو أعنى الشعوب العربية بلا منازع بما يحتويه مöن ثروات هائلة غير النفط الذي يؤكد خبراء كثر على أنه يوجد لدينا مخزون هائل منه لم يتم التنقيب عنه أو كشف النقاب عنه حتى الآن.. وهو موضوع آخر سنتناوله في مقال آخر.
ولنعدú إلى المخزون الحضاري والإرث التاريخي الذي لا تخلو منه منطقة في اليمن بل لا تزال بعض المدن كصنعاء القديمة وتريم حضرموت وثöلا وكوكبان وزبيد محافظة على طابعها القديم الذي يعود لقرونö طويلة فما بالنا بالحصون والقلاع التي تنتشر في كل مكان بأرجاء اليمن السعيد وكذلك السواقي والبöرك والكرفانات والسدود التي هي أكثر من أن تحصى.. هذا بالنسبة لما هو ظاهر على وجه الأرض فكيف بما هو في باطنها¿! وهو لاشك أكثر عددا وأروع منظرا وأقدم زمنا.
لايمكن لöمن يطوف أرجاء اليمن أن يقطع أكثر من عشرين كيلومتر دون أن يجد معúلما تاريخيا أو أثرا حضاريا أو شكلا طبيعيا يجذب ويلفت الانتباه بل لا يستطيع أن يقطع تلك المسافة دون أن يجد تعددا في نمط البناء والأزياء التي يرتديها الرöجال والنساء وتضاريس الطبيعة التي حبانا الله فيها دون غيرنا وأوجد لنا كل تضاريس الدنيا مجتمöعة في هذا البلد السعيد بمحتواه التعيس بقيادته وليس في شعبه!!
النمط المعماري لصعدة لا يشابه نمط معمار صنعاء والنمط المعماري في إب لا يتشابه مع زبيد ونمط حجة لا يتشابه مع حضرموت والنمط المعماري اليافعي لا يتشابه مع النمط المعماري في تعز.. وهكذا بقية الأشياء. فالغناء اللحجي يختلف عن الغناء الصنعاني بل وعن العدني الذي لا يبعد عنه سوى عشرات الكيلومترات ونمط تعز الغنائي يختلف عن التهامي والشبواني يختلف عن الحضرمي واليافعي عن البيضاني.. وهكذا في الشعر الشعبي والمهاجل والأزياء الشعبية وغيرها ما يعني أن اليمن قارة لوحدها بما حباها الله من تنوع مناخي وجغرافي وأنماط مختلفة من الفلكلور والبناء والتضاريس واللهجات.. وهذا كفيل بأنú يجعلها المحجة والوجهة الأولى لمعظم السياح في العالم خاصة ونحن نملك درة الجزر الطبيعية وهي جزيرة سقطرى التي لا مثيل لها في أنحاء الأرض.
وهذه – جزيرة سقطرى- لوحدها عالم متكامöل وفريد بما حباها الله من تضاريس وطبيعة لا تشبهها فيه أي جزيرة أو منطقة في العالم ومع ذلك نستطيع القول أنها درة بيدö فحام!!
جمهورية مصر العربية جعلتú من السياحة مصدرها الأول وهي لا تملك ربع مالدينا مöن آثار وتنوع جغرافي وثقافي وفلكلوري فيما نحن لم نستطع حتى أنú نخصص قناة للترويج السياحي ولا صحيفة ولا موقع إلكتروني!!
وزارة السياحة لدينا – قيادة تلو الأخرى- وهي لا تعي من عملها سوى السفريات وبعض حفلات الرقص في بعض المحافل! والأمر كذلك لدى وزارة الثقافة التي لا تعرف من عملها سوى إقامة حفلات الأعياد الوطنية!!
السواحل التي تشبه الذهب هي الأخرى بلا استثمار وما زالت حكرا على عصابات التهريب التي لا تريد لها التنمية لتظل بوابة للاسترزاق غير المشروع ..وسهولنا الخصيبة لا تزال دون استصلاح زراعي مع أنها قادرة على توفير الاحتياج الكامل من القمح وكل الحبوب والخضار والفواكه بل ونصدر منها الكثير خاصة شجرة البن التي تعدل بقمتها الذهب .. أما الذهب والحديد والمعادن والأحجار الكريمة والثمينة فحكايتها حكاية!! موجودة لدينا بكميات لا تتوافر في أي دولة في العالم ومع ذلك لم يتم استثمار حتى ما يعادل واحد بالمائة وتجار الأحجار والمعدن يشهدون بذلك. لدينا جبال نستطيع أن نقول عنها أنها جبال من حديد نظرا لنسبة الحديد التي تتجاوز التسعين بالمائة فيها ومع ذلك لا ندري لماذا لا يتم اسغلالها اقتصاديا¿¿
اليمن غني بكل ما تعنيه الكلمة.. فقط يحتاج قيادة تعمل بإخلاص لهذا البلد وتستشعر عظمة تراثه وحضارته ومحتواه الذي سيجعل منها أولى الدول العربية تقدما وغöنى في حال تم استثمار تلك المقومات بالشكل الصحيح.. فقط أين النية¿¿!!
faiz.faiz619@gmail.com

قد يعجبك ايضا