عطسة الدباب

عبد الله عباس الإرياني

 - الحافلة الصغيرة الميكرو باص أطلق عليه الشارع اليمني أسم ( الدباب )فهو يدب دبيب النملة بدون نظام فكيف ما كنتم يكون دبابكم. والدباب: في الأمام كرسي السا
الحافلة الصغيرة الميكرو باص أطلق عليه الشارع اليمني أسم ( الدباب )فهو يدب دبيب النملة بدون نظام فكيف ما كنتم يكون دبابكم. والدباب: في الأمام كرسي السائق وآخر للراكب الجالس إلى جواره..وفي الخلف كرسيان متقابلان يتسع كل كرسي لراكبين وثلاثة لليمنيين. واليمنيون يحترمون المرأة النادر لا حكم له فإذا ركبت الدباب وكانت الثالثة يتكور الجالس جنبها على نفسه حتى لا يلمس لها طرف. وإذا كانت الثانية على الكرسي لا يهتم السائق بالواقف على الشارع الملوح له بالوقوف احتراما لها أو أنه المدرك مسبقا الراغب للوصول إلى غايته لن يصعد على الدباب التكور على النفس عبودية عبد البقعة الصغيرة بالكاد يستعيد حريته. ثم أن الراغب بالصعود ليس مضطرا الدبابات ضاقت بها الشوارع أغلبها تكمل رحلتها براكب أو أثنين..قال السائق( ساخرا ):
– متوسط الركاب لكل دباب..اثنان.
لمح من على المرآة المرأة المنقبة الجالسة على الكرسي لوحدها تنظر إلى الشارع من على الزجاج الجانبي..استطرد في سره:
( وللمرأة في الدباب مثل حظ الرجلين. )
حظها في الجلوس وعند الدفع للسائق حظ رجل واحد¿!
يسخر السائق الضنك كادت الرحلة أن تنتهي إلا من المنقبة والشاب الجالس قبالتها. والشاب مثل السائق كلاهما محروم إلا أن شعوره مختلف أوشك أن يفترسه الغيظ العينان الجميلتان للمنقبة لا تريدان أن تقعان على عينيه إذا وقعت لعلها تبتسم سيستشرفها من وراء النقاب المتغضن عند شفتيها وإذا ابتسمت لعلها تجيب على سؤاله. وإذا لم يكن الكلام داخل الدباب فربما يكون خارجه.
والمصالح المتضاربة السائق يدعوا الله في سره أن يرزقه براكب وهو يدعوا الله في سره أن لا يطب عليهما راكب لعل وعسى أن يرزقه الله بنظرة من عين المنقبة المصممة أن لا تفارق الشارع الذي ينهبه الدباب. وفجأة عطست الفرصة المشروعة لن تكون تحرشا أمر بها الرسول الأعظم..بادر ( ناكسا ):
– رحمكم الله.
لمحته بطرف عينها الناكس لم تقع على عينه ثم قالت:
– يهديكم الله..ويصلح بالكم.
الرد الثاني كان ينتظر أن تقول:
– يرحمنا ويرحمكم الله.
رفع رأسه كانت عينها قد عادت إلى الشارع والرحلة لم تلبث أن انتهت. نزلت من على الدباب وهو بعدها يتمتم بحمد الله لم يسألها رقم هاتفها المحمول.

قد يعجبك ايضا