الحجرة الزرقاء
أصدر مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب ” الحجرة الزرقاء الدامية ” للمؤلف الألماني ميشائيل مار ونقله إلى العربية الدكتور خليل الشيخ.
يعد الروائي الألماني توماس مان (1875-1955) الذي نال جائزة نوبل عام 1929 واحدا من أبرز الروائيين الألمان في القرن العشرين فقد قدم روائع أدبية عالمية من أمثال :الجبل السحري 1924 وثلاثية يوسف وإخوته1933-1943 ويوسف في مصر 1936 ودكتور فاوستوس التي صدرت عام 1947 والموت في البندقية التي صدرت عام 1911.
غادر توماس مان ألمانيا عام 1933 عندما تولى النازيون الحكم فتوجه إلى سويسرا ومن ثم إلى الولايات المتحدة في عام 1939 ثم عاد إلى سويسرا عام 1952.
تحدث توماس مان عن سيرته الذاتية في كتب عديدة تمتد على حقبة زمنية تبدأ منذ عام 1907 وصولا إلى عام 1952. وقد تناولت أعماله الروائية وسيرته ويومياته دراسات كثيرة تستعصي على الحصر . لكن الناقد الألماني ميشائيل مار يتناول هذه السيرة في ” الحجرة الزرقاء الدامية.. توماس مان وعقدة الذنب ” من منظور نقدي جديد وجريء. فقد كتب مار عام 1995 أطروحة علمية متميزة عن توماس مان نال عليها جائزة الأكاديمية الألمانية للغة والشعر لكنه واصل في كتابه هذا دراسة سيرة توماس مان فاحصا ما هو مسكوت عنه في هذه السيرة. ولعل استخدام ميشائيل مار للعنوان الذي اقتبسه من حكاية شعبية صاغها شارل بيرو (1628-1730) يوضح أن كتابه يشير إلى غرفة كان يحظر الدخول إليها وهو الجانب الشخصي في حياة ذلك الروائي الكبير.
لقد وجد توماس مان نفسه منفيا في سويسرا على غير توقع مخلفا يومياته التي كان يخشى عليها من الوقوع في أيدي النازيين. فعاش حالة من القنوط والتوتر فلماذا كان على توماس مان أنú يعاني من هذا الرهاب¿ وما الذي كان توماس مان يخشاه لو نشر أعداؤه مقاطع من سيرته ¿هذا ما تتولى دراسة ميشائيل مار تتبعه في فصولها الثلاثة من خلال منهج تحليلي دقيق يقوم على قراءة يوميات توماس مان وسيرته.