استقالة المعمري !!!

عبد الرحمن بجاش


تهديد د . أحمد المعمري بالاستقالة أحيت في نفسي الأمل أن هنا رجال لا يزال الضمير يسكن نفوسهم , فإن يقول أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم انه إذا لم يتم إنقاذ زبيد خلال شهرين فسيغادر الكرسي الذي جاء إليه وأحد الأهداف التي أمام عينيه واضحة ( إنقاذ زبيد ) , تمنيت لحظتها الموت لمشائخ القاعات والليالي الخرابات !! , وبقدر إكباري لشعور الرجل وأرجوه أن يتعاظم إلى حد وضع الحكومة أمام مسؤوليتها , فقد تمنيت لحظتها على أصحاب ( الحراك التهامي ) ليس الأبرياء من ناس تهامة , بل من يوجهون الطيبين لكتابة الشعارات على الجدران , توقعت أن يكون لديهم بعض إحساس ورجولة ليرفعوا أصواتهم كما أرفع صوتي ويرفع المعمري صوته ( انقذوا زبيد ) , والصوت لن يرفعه المحافظ فهو على حد علمي احد المخالفين !!! , الآن ويا لهشاشة اللحظة فزبيد يمكن أن تنقذ بثمن سيارة من هذه الجديدة التي قالوا أنها تقرأ أي cd أغان أو خلافه خلال ثوان معدودات فتحتفظ بالمحتوى وتعيد إليك ما دفعت , فثمن اثنتين ينقذ زبيد وما جاورها , ولو لم يكف المبلغ فيمكن لصاحبي الذي أبو 11( سيارة في الحوش) أن يتبرع بثمن واحدة لإنقاذ التاريخ والتراث والمكان والإنسان, فما تمثله زبيد العامرة في الكتب سيرة نادرة لا يعلمها سوى العلماء وليس العوالم !!, الحزن سيظل يسكن روحي كلما أتيت على ذكر المكان فترد إلى ذهني ( مصيبة ) هدم المدرسة الأحمدية , أقول في هذا أتمنى فقط لو احكم هذه البلاد يوما واحدا لأحكم على من أمر بهدمها بالإعدام وسموني ظالما , ديكتاتورا , وسأحيل من أمر بهدم مدرسة عبدالناصر إلى التحقيق !! , فاستقالة المعمري ذكرتني بالمحافظ من الثوار الكبار الذي حلف أغلظ الأيمان أن يرمم جامع زبيد بالجص , وأصر على أن يأتي بالمجصصين من العاصمة , تخيلوا حتى الجص مركزي !! , قالوا له يومها : لا يصلح بسبب مناخ تهامة , فحلف بأغلظ الأيمان أن يمرر كلامه ولو ( على جثتي ) , ولو أردتم أن تبكوا فاذهبوا إلى الأشرفية بتعز وارفعوا نظركم إلى الأعلى حين تكونون في الداخل فسترون أن ترميما قد حصل وبالأسمنت !!, إما لو دخلتم إلى صنعاء القديمة فحالتها – التي لم تعد تلفت نظر أحد- تدمي القلب , ولا عزاء لـ ( احنا عيال صنعاء وأنتم ماشي) …وقد حولوها إلى بقرة حلوب يمتصون حلماتها دولارات !!!, الوحيد من لا يزال يرفع صوته مذكرا بها ولا أحد غيره حتى المنظمات التي تجيد فقط منح دروع التكريم نسيت صنعاء أو هي قد نسيتها من الأساس , وحده يحيى سرور يناضل في البرية من أجل عيون الفاتنة صنعاء والتي تعمى عينها الأخرى يوميا !! , عودة إلى زبيد , أقول هزلت حين يتعلق الأمر بـ 100 مليون لا تكفي , ولن تكفي , وأنا متأكد كما أنا متأكد من وجودي على الورق الآن أن لا شعرة ستهتز لأي رأس وبالضرر والضرار الذي يحكمنا دائما فلن نصحو سوى حين تخرج زبيد من كل القوائم , وللصحافة أقول : سبب تهديد المعمري بالاستقالة يفترض أن يفرد له الصفحات , فزبيد هي المقصودة يا قوم ….ولنخبة الحراك أو الحراك – لا فرق -: الله لا فتح عليكم …….

قد يعجبك ايضا