فديت الربع الذي قفا

أحمد غراب


رضينا بالاندومي والاندومي ما رضي فينا وبدينا على الربع المالي والربع ما بدا علينا وماينبت الربع إلا وقد مات الطالب اليمني في الخارج جوعا وقهرا وغربة وسلفا.
ربع قال احلبه أربعة أشهر شلت ربع والربع ماشلها رحنا للملحقية تونسنا فتحت عيونها وفجعتنا .
عندما يبتعث الطالب اليمني إلى الخارج يفرح أهله ويحسده زملاؤه ويودعه الجميع للمطار أعظم من الهنود في وداع المهاتما غاندي وتتصور أمه أنه سيرسل لها صورته بعد شهر وقد أصبح وسيما سمينا بحجم الفيل الهندي الصغير من أثر النعمة الظاهرة عليه.
وما أن يصل إلى الخارج حتى ينصدم بواقع مادي لايرحم ومساعدة مالية لاتسمن ولاتغني من جوع ويكتشف أن الابتعاث مثل العسكرة بل أن الابتعاث عسكرة العسكرة فالفترة في العسكرة خمسة وأربعون يوما أما في الابتعاث أربع سنوات وربما أكثر ويقول في نفسه يا منحة ما تمت جيت الخارج أفرح مالقيت لي مطرحا ويجد نفسه أمام تحد رهيب في معركة سلاحه فيها الصبر والعقل والاندومي إما يواصل في الخارج محتسبا صابرا مرابطا في خندق الصبر ويقهر المجاعة أو يعود مهزوما إلى بلده رافعا الراية البيضاء ويخيب ظن أهله الذين ينتظرون عودته كما ينتظر الصوفيون عودة المهدي المنتظر.
أخي المبتعث اليمني اعلم أنك شعرت بالخيبة حين وجدت نفسك وحيدا لا سفارة تهتم بك ولاملحقية تعالج مشاكلك ولابلدا يقدر ظروفك وزاد شعورك مرارة حين قارنت حالتك بالطلاب من الجنسيات الأخرى فوجدت أنك أقل طالب يستلم مساعدة مالية الطالب الصومالي يستلم أكثر منك.
ورغم ذلك كله قدرت ظروف بلدك ومددت أرجلك على قدر ربعك وقلت في نفسك عزبة معمورة ولاملحقية خراب ومن حنق على غير دولته سلي واقتصدت وقدرت وقررت أنك تصوم تصوم وتفطر بـ ” ربع “.
تتصل بأهلك فـ تكتم معاناتك حتى لاتضاعف همومهم وآلامهم رغم وجعك في غربة لاقريب فيها ينقذك ولامعروف يسلفك ولا شيء يمكن رهنه غير الجواز.
الخلاصة : المطلوب من الجهات الحكومية المختصة عمل آلية تحول دون تأخير الربع المالي للطلاب في الخارج.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.

قد يعجبك ايضا