كيف يمكن النهوض بالواقع الثقافي¿

استطلاع / خليل المعلمي

تجمع الدلائل من حولنا على تدهور الواقع الثقافي وأصبحت الثقافة وأنشطتها في أدنى اهتمام فئات المجتمع ونخبها حتى غدت موازنة الثقافة ومؤسساتها هي الأدنى والأقل بين القطاعات الحكومية المختلفة وعلى الرغم من ذلك لا يختلف اثنان على ما تمثله الثقافة من أهمية في توعية المجتمع وبناء قدرات أبنائه وتنمية مواهبهم واكتشاف مواهبهم ومن خلال التحقيق التالي وبمشاركة نخبة من المثقفين نتساءل: كيف يمكن النهوض بالواقع الثقافي¿

الارتقاء بالشأن الثقافي
بداية يقول مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة إب عبدالحكيم مقبل: لكي ننهض بالشأن الثقافي أولا يجب أن ترسخ الإرادة السياسية الهادفة إلى الارتقاء بالشأن الثقافي باعتباره من أهم مقومات الدولة المدنية الحديثة كما يجب توفير المقومات الأساسية للنشاط الثقافي من خلال رصد الموازنات التي تمكن وزارة الثقافة وفروعها من أداء مهامها وتنفيذ مناشطها على مدار العام فضلا عن توفير أبسط مقومات الحياة للعاملين في المجال الثقافي.
أضف إلى ذلك فإن إيجاد البنية الأساسية والتحتية للثقافة والإبداع والمتمثلة ببناء المراكز الثقافية المتكاملة والواسعة وإنشاء خشبات المسرح المتكاملة والحديثة وبناء المكتبات العامة في عواصم المحافظات والمديريات الكبيرة وإعادة الروح لدور السينما وإقامة المتاحف ودور المخطوطات وبيوت الفن وتنفيذ الحملات الوطنية لجمع وتوثيق الموروث الثقافي والفني لكل محافظة وإقامة دورات للتدريب والتأهيل للكوادر الثقافية والإبداعية وتكريم المبرزين من خلال المشاركات الخارجية وخلق نوع من الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص من أجل النهوض بالمجال الثقافي والفني.
كما يمكن العمل على إقامة المهرجانات الدورية في شتى المناشط والألوان الثقافية والفنية وسن وإقرار الجائزة الرسمية العليا للثقافة والفنون وضرورة وجود دار نشر أو مطبعة خاصة بالوزارة لطبع وإصدار المؤلفات والإبداعات المختلفة.
غياب استراتيجية واضحة
أما مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة ذمار محمد العومري فيقول: كنا نتطلع خلال هذه المدة أن تكون هناك نقلة نوعية في الجانب الثقافي على مستوى الوطن إلا أن الوضع لازال كما كان عليه بل وهناك تدن في هذا الجانب بسبب عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الحكومة من خلال توفير الإمكانات والدعم اللازم لدعم العمل الثقافي على مستوى الوطن.
وأضاف: طبعا نحن في محافظة ذمار نتابع حركة نشطة تتم بإمكانات محدودة ولكي ننهض بالواقع الثقافي فنحن بحاجة ماسة إلى إقامة فعاليات توعوية مثل إقامة الأسابيع الثقافية بين المحافظات أو بين مديريات المحافظة الواحدة والندوات الثقافية وإقامة معارض للموروث الشعبي.
كما أن المطلوب إقامة مراكز ثقافية في المديريات تشمل مكتبات وقاعات للمحاضرات لجذب الشباب وتوعيتهم كما لابد من وجود دورات تأهيلية في جوانب متعددة مثل الموسيقى والمسرح لموظفي قطاع الثقافة فلا زلنا نفتقر للموظف المؤهل.
والمطلوب أيضا تفعيل الأنشطة الثقافية المختلفة مثل جمع المخطوطات وتوعية أفراد المجتمع بأهميتها وإقامة برامج ثقافية أسبوعية وورش عمل لتعزيز ثقافة أبناء المجتمع والعمل على رفع الدعم المعتمد لقطاع الثقافة الذي تدنت اعتماداته خلال السنوات الأخيرة ولهذا نلاحظ نتائجه على أرض الواقع.
مسؤولية مشتركة
ويقول مدير عام مكتب الثقافة في وادي حضرموت أحمد بن دويس: لاشك أن الثقافة تمثل الهوية الوطنية لأي مجتمع وعملية النهوض بها مسؤولية مشتركة بين الجانب الرسمي ممثلا بوزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية التابعة لها والجانب المدني ممثل في المنظمات والهيئات والمؤسسات والمنتديات التي تعنى بالشأن الثقافي.
ولكن كل ذلك يتطلب استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بالواقع الثقافي تشمل الاهتمام بالبنية التحتية الثقافية وجمع وتوثيق الموروث الثقافي الزاخر والعريق والاهتمام بالمبدعين وتحفيزهم ورفع مستوى معيشتهم وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في كل ما يعتمل على الساحة الوطنية من حراك سياسي وثقافي.

الخروج من المحاولات الفردية
ويقول الفنان التشكيلي رامي الجمل من أكاديمية الموهوبين بسيئون محافظة حضرموت: إذا كنا حقا نريد النهوض بالثقافة اليمنية فلابد من الخروج من المحاولات الفردية التي لم تؤت ثمارا مربحة للعمل الثقافي على مدار فترات زمانية متتالية.
وعلينا أيضا أن نفهم جميعا أنه من دعائم قيام الثقافات هو عدم الارتكاز على فئة معينة أيا كانت هذه الفئة وأيا كان مستواها العلمي والثقافي وعدم التركيز على فكر واحد وتجاهل باقي الأفكار واعتباره هو المنهج الصحيح..
وكذلك لابد من التخلص من المركزية الشديدة وأن يتم الاهتمام بالمحافظات البعيدة والمناطق النائية وأن لا تكون العاصمة والمدن القريبة منها هي

قد يعجبك ايضا