بيع وشراء

واثق شاذلي

مقال


عندما تتحول أمور حياتنا ومنها الكبيرة والهامة التي ترتبط بتطور بلدنا وتنميته وتحسين مستوى معيشة الناس… عندما تتحول إلى مجرد بيع وشراء وتجارة وشطارة وربح وخسارة, عندها تهدم كثير من المبادئ وتسقط وتضيع كثير من القيم
قبل أيام قليلة نشرت الصحف خبر إنذار وزارة التربية والتعليم لـ 200 مدرسة أهلية بشكل نهائي و لفت نظر لـ100 مدرسة لمخالفتها لأسس وشروط عملها , وبالطبع هذه ليست هي كل المدارس الأهلية المخالفة فهناك الكثير لم تقع عليه العين واليد بعد .تصوروا مدارس مثل هذه مخالفة وبالمئات تقوم بتعليم التلاميذ وتدريس الطلبة ثم تلقي بهم في سوق العمل أو يتم توزيعهم في مرافق العمل والإنتاج ليتحملوا مسؤولية إدارتها أو إدارة كثير من أقسام العمل الهامة فيها , وتوظيف العلم وما حصلوا عليه من أنهاره المتدفقة لغسل وتنظيف ما تراكم من غبار التخلف عليها.. كيف يمكنهم ذلك وليس لهم من العلم إلا تلك الشهادة التي تقول بحصولهم عليها وهي بالطبع شهادة كاذبة خاطئة , تصوروا فجيعة أهالي وطلبة وتلاميذ هذه المدارس الذين صرفوا دم قلوبهم لتوفير التعليم الأفضل لهم لينفعوا أنفسهم وأهلهم وبلدهم وشعبهم وتركوا المدارس الحكومية التي لم يرتاحوا إليها وذهبوا إلى تلك المدارس الخاصة ولكنهم كانوا وياللأسف كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
نحن بلد متخلف رغم حصوله على كثير من أسباب التقدم والرقي فالثروات في باطن أرضه وفي مياهه وبحاره زاخرة وتعداد القوى العاملة كاف لبناء دولة حديثة .. العلة الرئيسية فيه هي الجهل وعدم مواكبة ناسه لقدرات التكنولوجيا والتقنية لتغيير وجه الأرض وما عليها , والسبب ضعف العملية التعليمية واختلالاتها التي تتزايد مع مر الزمن ¿ هل لي أن أذكر بأن اليابان قد اعتمدت على التعليم في تقدمها المذهل وكذلك ماليزيا والتي تحولت خلال 30 عاما فقط من دولة زراعية شبه متخلفة إلى دولة صناعية ينعم شعبها بكثير من أساليب الحياة الكريمة, لقد كانت النهضة التعليمية التي قادها رجل السياسة والدولة محمد مهاتير من الأسس الهامة للنهضة في ماليزيا هل نكتفي بإنذار أو لفت نظر لمن يحاول خلق مزيد من العوائق أمام تقدمنا وتطور بلادنا وشعبنا¿
تقدم دول العالم وشعوبه أصبح في عصرنا هذا مرتبطا بالتقدم التكنولوجي والتطور التقني وذلك لايتحقق إلا بالتعليم والعلم فهل بعد هذا يكفي أن نقوم بإنذار أو لفت نظر لمن أصاب حقيقة وأهداف العلم والتعليم في مقتل وحولها من أساس لتقدمنا إلى عامل مساعد لتخلفنا.
سبحان الله .
لقد كانت المدارس الأهلية في الأربعينات من القرن الماضي صروحا للعلم ودرس فيها الكثير من مسؤولي البلد وقادته فكيف ينقلب الأمر إلى النقيض بعد مرور أكثر من 80 عاما.. كان علينا أن نستفيد من تجارب وخبرات تلك المدارس ونضيف إليها المزيد والجديد,لكن تحول الأمور إلى بضاعة يسعى تجارها إلى الربح والربح السريع وبأي أسلوب كان هو مايهز عملية البناء لدينا .
حينما أعلن عن قيام الوحدة واشترط ضمان الديمقراطية وحرية الصحافة جاء أباطرة وتجار ليستولوا على الصحافة الوليدة والقديمة.. عملية البيع والشراء هذه والتي يقول هؤلاء أن حرية السوق تفرضها عليهم لانجدها حقيقة.. للبيع والشراء في دول العالم قوانين ولوائح ونظم , أما عندنا فليس هناك سوى البيع الذي يفرضه صاحب الملك أو النفوذ أو القوة طبقا لقانونه غير المكتوب والأمثلة كثيرة ويكفي أن نذكر ما يفرضه المؤجر على المستأجر دون قانون يحمي حق الطرفين.
عندما نقول إن الإنذار ولفت النظر ليس هو الحل لقضايانا الكبيرة فلأننا قد خبرنا الكثير من هذه الإنذارات بل والتهديد والوعيد لمن يخالف القانون والنظم ولكن لانقدم على الفعل المناسب بعد ذلك ونكون بهذا قد أسدينا للمخالفين يدا بدلا من أن نضع حدا لأعمالهم .

Wams2013@hotmail.com

===============
ن ……..والقلم
تعاسة وحزن
بقلم …. د . رؤوفه حسن *

مرة أخيرة حاولت أن أتسلى بمشاهدة سريعة قصيرة للأخبار وعدت إلى قنوات للطباخة أو الخياطة أو الزينة. وكنت أظن أن هذه التسلية كافية للترويح عن ذاتي و من ثم أعاود الانهماك في قراءة رواية وهكذا دواليك. و بعد كل هذا أتصفح الإنترنت فأقرأ بعضا من بريدي والآخر يتعرض للإلغاء. وتصفح بعض الصحف من خلال العناوين فقط ونادرا ما أتوقف عند التفاصيل إلا في الأخبار التي أراها هامة.
وظننت وبعض الظن إثم أن الأمور بخير وأن روحي تمر بحالة من السلام والطمأنينة. لكنني فجأة لم أعد أتمكن من النوم وأخذني الإعياء كل مأخذ فالنوم غذاء الروح كما يقولون. فأدركت أن الطريق الذي اتبعه يسبب لي التعاسة والحزن وأن أخبار البلدان العربية لا تسر ولا منجى سوى إقفال هذه الأبواب كلها بما في ذلك تصفح الإنتر

قد يعجبك ايضا