-فحوى ومضامين خطة ترامب للسلام في قطاع غزة وقبلها الاتفاق مع المقاومة الإسلامية في لبنان كما أوعز الرئيس “العاشق للسلام” إلى شركائه في الجريمة بكيان الاحتلال مفادها” امض قدما في قتل أكبر عدد من الناس في غزة ولبنان ولكن بوتيرة أقل ضجيجا وليس ضروريا أن تكون حفلات الدم على مدار الساعة كما كان عليه الحال في زمن الحرب، وإنما يكفي أن تكون أسبوعية أو حتى كل أسبوعين بحيث تتخللها جرائم يومية عابرة تخطف أرواح ما أمكن من الأبرياء ولا تخرج عن اطار ما يسميه أسيادهم في البيت الأبيض حق الدفاع عن النفس والمناوشات والخروقات الطبيعية التي لا تؤثر على الاتفاق “الصامد”
– صار واضحاً أن اتفاق السلام المنبثق عن خطة الرئيس الأمريكي بين كيان الاحتلال وكل من المقاومة الفلسطينية واللبنانية هو من وجهة نظر ترامب ونتنياهو مجرد إجراء شكلي يمنح “إسرائيل” الحق في فعل ما تشاء وقتل من تريد متى تشاء وكيفما تشاء ولا تثريب عليها فيما قامت وستقوم به بينما على المقاومة أن تلتزم بما يفوق طاقتها ويتجاوز حدود العقل والمنطق وكل الصعوبات والمعطيات في الميدان.
-أمريكا أرست في الاتفاقين سلاما هشا وحالة قد نسميها أقل من الحرب -إن صح التعبير- تمكّن المحتل من تحقيق أهداف عجز عن تحقيقها في الحرب الصريحة بحيث تتولى واشنطن والوسطاء ممارسة اقصى الضغوط على المقاومة وإعطاء العدو فرصة ليست واسعة أو بالأصح معلنة لممارسة هواية القتل والاغتيال والتدمير ومن ثم العودة السريعة إلى اتفاق السلام دون ان تتلقى أي ردود رادعة من المقاومة المحكومة بالتزامات ومواثيق مشهودة.
– في إطار هذه الاستراتيجية الأمريكية الجهنمية على الأطفال والنساء في غزة ولبنان وتحديدا في القطاع المدمر أن يموتوا بالعشرات والمئات وينهدم ما تبقى من منازلهم وخيامهم على رؤوسهم ويصيروا أهدافا مشروعة للطيران الحربي والمسيرات الصهيونية وقصف المدفعية لساعات وأيام فقط لأن رصاصات طائشة أطلقت هنا أو هناك في القطاع الملغم بأدوات الموت والدمار وجحافل الاحتلال ومليشيات لا تحصى من الخونة والعملاء. أما العدو المحتل فلا يلام أبدا على جرائمه وانتهاكاته ومنعه دخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء والخيام لمئات الآلاف من الأبرياء الذين يقضون جوعا وعطشا وبردا.
– نتنياهو ألقى آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ على الناس ودفن أسراه وآسريهم بأطنان من الانقاض والركام ثم على حماس أن تستخرج جثامين الصهاينة وتسليمهم سريعا وبلا تلكؤ أما هو وجيشه المجرم وحكومته الإرهابية فغير معنيين بتنفيذ ما عليهم من بنود في اتفاق السلام. ثم يأتي صاحب الخطة وضامنها ليبرر للقاتل أفعاله الوحشية ويصنفها في خانة الدفاع المشروع عن النفس.
-كيان الاحتلال وبدعم صريح من الرجل الطامح لنيل جائزة نوبل للسلام العام القادم لا يعدم حيلة في نسج المبررات والذرائع لإسقاط قنابله على ضحاياه في كل وقت ومواصلة التجويع ومحاصرة غزة ومضاعفة معاناة أهلها بكل الوسائل والطرق ثم بتصريح صغير يستأنف التزامه بالخطة ليجب ما قبل ذلك من فظائع وهكذا دواليك في سلسلة لا تتوقف من المجازر ضد الأبرياء المجوعين من ساكني الخيام في العراء.
