جمال بن عمر
فتحي الشرماني

في هذه المرة جاء تقرير المبعوث الأممي جمال بن عمر بلغة أكثر ميلا إلى الهدوء الذي من شأنه أن يحفز كل الفرقاء على الاستمرار في طريق الشراكة حتى تحقيق كل الأهداف الوطنية بنجاح.
والتقرير من جهة أخرى يحمل مبشرات تعد خلاصة جهود الرجل في تقريب وجهات النظر وردم هوة الاختلاف, خصوصا أنه يستند في هذه المهمة الدولية على رغبة اليمنيين في بناء دولة تقوم على أساس من التعايش, وهذه الرغبة هي التي تدفع بن عمر إلى الاستمرار في طريق النجاح الذي يحققه على الرغم من تكاثف العقبات التي اعترضت طريقه ولا تزال.
تقارير بن عمر يحضر فيها حسه القومي وخلفيته الأممية وخبرته السياسية التي تجعله أشد حرصا في الحفاظ على شعرة معاوية, وهو يمثل وساطة دولية بين فرقاء السياسة في اليمن, ولذلك وجدنا هذه التقارير تتراوح بين القسوة واللين, والجهر والهمس, والترغيب والترهيب, وكل ذلك من أجل إيصال اليمنيين إلى بر الأمان, وحمل كل القوى على المشاركة الإيجابية في صنع المستقبل المشرق لأجيالهم.
وليس من شك في أن جمال بن عمر بعد كل هذه المراحل التي قطعها وكل هذه الزيارات التي قام بها إلى اليمن, ومتابعته للإنجازات التي تتحقق, لا شك في أن إحساسه قد امتزج بشجون صنعاء وأحلام تعز وجمال عدن وفتون المكلا, فهو اليوم يعيش قضية اليمنيين بوصفها قضيته هو وانتصارا لعروبته ويمنيته وأمميته, ولايزال يثبت لليمنيين أنه أخ صدوق ومحاور ناجح ومبعوث مؤتمن, يعيش الهموم ويسير في عمله بخطى ثابتة ومن خلفه اليمنيون يؤازرونه ويقدرون جهوده على طريق تسوية كل الصراعات ومعالجة المشكلات التي يعانون منها منذ عقود.
ولكم تعرض هذا الرجل للحملات الإعلامية التي كانت تندفع إليها بعض القوى السياسية حين تتصاعد حدة الخلافات ويخرج صاحب الخبرة الأممية بقرار صعب ودروس ثقيلة يهدف فيها إلى تقويم الاعوجاج وتعبيد الطريق أمام أحلام اليمنيين, وقد رأينا أن كثيرا من مظاهر الشدة التي سار فيها جمال بن عمر كانت تؤتي ثمارها في شحذ همم جميع القوى الوطنية لصناعة الفاعلية المطلوبة وطرد كل المثبطات التي لن تقود الوطن اليمني إلى ما يطمح إليه, وهكذا نجد اليوم أن سفينة التسوية في هذا البحر الهائج المضطرب تمخر العباب بثبات وهي الآن على مقربة من شاطئ الأمان.
فلكل القوى السياسية نقول: نجاح بن عمر في هذه المهمة الدولية هو نجاح لليمنيين, والاستمرار في دعم جهوده هو تمسك بأسباب هذا النجاح الذي سيخرج اليمن من العتمة إلى حيث النور وصفاء الحقيقة.
Fathi9595@gmail.com