كم جهد هذا المسكين .!!

خالد الصعفاني


خالد الصعفاني –

.. الحكومات المتعاقبة ومنذ لحظة وعيت على دنياي تجاه تقلبات الاقتصاد والمال لا تعرف فيما يبدو لي إلا تجريع المواطن اليمني موجات من السعر بين كل حين وآخر او بيع اذون الخزانة .. هذه الجرعات وهي موضوعي اليوم معلومة ومعلنة أحيانا وفي احايين اخرى هي جرعات تمر مرور اللئام على جيوب وأحلام اليمنيين بلا حس ولا خبر..!
.. كأني بهذه الحكومات لا تفقه من خيارات الاصلاحات والمعالجات الاقتصادية والمالية لتعزيز مناعة الاقتصاد الا زيادة الاحمال على هذا الشعب الذي يحمل الزبيب طوال عمره دون ان يناله منه حتى الحبة ولو ساقطة ..!
.. ومن زمان ترى الحكومات تبدأ بتسريب اخبار الجرعة .. فيلمس المواطن العادي جرعة سعرية تتبع رفع دعم مواد الوقود او الحبوب , وبسرعة نحس جميعا بثقل الجرعة ومساوئ رفع الدعم بينما يبقى اهل الاموال من نافذين وفاسدين بعيدين عن اثار هذا الإجراء من جهة وفي منأى عن تقليص سعة جيوبهم وغسل ذممهم ولو من باب “انصر اخاك ظالما” من جانب اخر..
.. المزارعون يصارعون مع منتجاتهم الموت بينما وزارة الزراعة نائمة في المشمش .. وبينما تعج البلد بمنتجات نصف وربع وثمن صالحة للاستخدام الآدمي والاستعمال الحياتي نجد وزارة الصناعة حاضرة في الحدود الدنيا .. التعليم العالي اكل خيراته لعقود نافذون حجزوا المقاعد والمنح لذويهم وحولوها الى عطايا مجانية تدفع فواتيرها بالدولار اموال الامة .. اما الوزارات الخدمية الاخرى من كهرباء وماء واتصالات فإنها تشكو المليارات العالقة في ذمم النافذين من مشائخ ومسؤولين وبيوت تجارية .. لكن ولا حكومة اقتربت من هذه المصارحات..
.. تساءل احدهم في فيسبوك عن مصدر تمويل الحكومة لمتطلبات اضافة اكثر من 110 آخرين في مجلس الشورى , وكان تعليقي ان ذلك سيمول ربما من الرفع المزمع لدعم المشتقات النفطية ان حدث هذا ..! واخشى ما اخشاه ان يكون تعليقي الساخر مصيبا لأن حكومتنا حينها تكون قد استبدلت المن والزبيب والعسل بالبيعة والعدس والبصل ..!
.. وبين سطور الفقرة السابقة استهجان جاد من توجه الحكومات المتعاقبة على سياسة رفع الدعم على المشتقات النفطية في حين تستمر ” الدعممة ” عن سياسات اخرى أكثر أهمية وأولوية وجدية كالتعاطي مع ملفات الفساد ومديونيات الخدمة العامة لدى كبار المستهلكين وتقليص بند الصرفيات المهول على البيروقراطية الادارية وصرفيات البلد على اهل المواقع الادارية والمسؤولين .. ثم السياسات النقدية والمالية الاقرب والاكثر صدقا وعدالة مع هذا المواطن المغلوب على امره منذ وعا على هذه الحياة ..
.. أخشى أن تسدد حكومة الوفاق الضربة الأخيرة للمواطن وتكون بهذا قد استخدمت آخر أوراقها لعلاج عوزها المالي .. عندها ستكون الحكومة قد أدمنت سياسة رفع الدعم فقط بينما ظلت جاهلة بكل الوسائل والخيارات الأخرى المطروحة .. ومع اول ازمة قادمة سنتساءل عن هوية رفع الدعم عن أي بند ..¿!
.. ومن أقذع سخريات ما نراه أن تجعل الحكومة عينها على بترول المواطن الذي يحترق لتوفير عيش اسرته بينما “تتعامس” عن حصص مسؤولي الدولة من المحروقات وهي تأكل اكثر نفط البلد قبل التكرير او بعده ..!!
أخيرا :
.. نصيحة لله أسوقها قاصدا بها ما بقي من ضمائر أهل القرار سواء قررت الحكومة الجرعة ام لم تقرر .. اتقوا الله في هذا المواطن الذي ليس منه نسخة أخرى في العالم .. يصبر ويصبر ثم يصبر .. ثم يحترق صبرا على المكروه الذي لا يحمد عليه الا الله سبحانه وتعالى ..

قد يعجبك ايضا