رجال لكل دقه !!!
عبد الرحمن بجاش

لا ادري لم تذكرت ذلك الشيخ الذي صرف من الأموال بلا عد …في انتخابات تمنى أن يتمكن فيها من الفوز بكل شيء , لكن من أتوا يوميا إلى مائدته ظلوا يذهبون إلى موائد أخرى , فذهبت أصواتهم إلى مرشح ثالث !! , فما كان منه إلا أن استدعى الطاسه وصاحبها , ودعا الجميع إلى البرع فهبوا جميعا !! ليتعلم درسا مهما عليكم تخيله …, يهمني هنا أولئك الذين يذهبون إلى الموائد كلها بلا حرج , تجدهم عند كل الأبواب , ويهتفون بكل الشعارات , ويغيرون جلودهم كلما استدعى الأمر , ويلونون حتى أصواتهم , وشعارهم الدائم ( لكل دقه برع ) , وهم عند كل الأقدام وبين كل الركب وفي كل الدواوين !! , وبنفس اللغة يتزلفون لكل صاحب طاسه , ويملأون كروشهم بكل أنواع الأطعمة حتى المبسبس منها !! وتستغرب أن لا قرحة معده يعانون منها ولا التهابات , كأنهم بوابير ( ارسي ) كلما تقادمت مكائنها هبوا إلى اقرب (مشلح )وركبوا أخرى مستعمله حتى وان كانت تصرف صليط !! , هؤلاء الصالحون لكل زمان ومكان هم مصيبة هذه البلاد , وتستغرب حين كنت تجدهم مع الملكيين في الصف الأول , ومع الجمهوريين في أول الصفوف , وفوق الموائد يتنحررون ك (…….) والباقي عليكم تملأوا الفراغ !! والآن مع الوحدويين هم أول من يناضل من اجلها واوا من يستلم أموال الانفصاليين , هم مع الاقاليم عند أصحابها , وضدها حين يخزنون مع أهل المركزية!! , قال عبد الباري هاشم رحمه الله وكان من أبطال ملحمة السبعين يوما ( كدت اجن حين وجدت فلانا وقد تواجهنا في جبهة واحده , نحن نقاتل من اجل المستقبل , وصاحبنا مع فلول الظلام , وفي تلك الندوة وجدته في الصف الأول , وحين تحدث فقد ذهب يتحدث عن المعارك التي خاضها دفاعا عن الثورة والجمهورية وعن الأدوار التي أداها انتصارا لقادم الأيام التي باعها مرتين !!, وبنفس القدر من الدهشة حدثني ومصادفة ذلك العلم الذي غادرنا ونسيناه يحيى البشاري , قال : كنت كعادتي أتمشى , وذلك الصباح كان العيد وأنا في سائلة صنعاء ليمر من جانبي موكب مهيب من السيارات غالية الثمن , ليقف فجأة ويبرز من الباب صاحبي مناديا : يا يحيى اطلع , قلت : لن اطلع فما تعودت ركوب مثل هذا الموكب ولا حتى واحدة من سياراته , لنظل بين اخذ ورد فصعدت في الأخير وحين سألني عن حالي قلت لا تسألني , فسأل مستغربا : أنت صاحبي ما فعلت بك , قلت له : لم تعد صاحبي لأنك أخربت هذه البلاد , أنا , والله العظيم انك أنت ولا سواك , وعند باب بيته تملصت منه بسحب يدي من يده وذهبت , صاحب البشاري خلف من أصحاب الوجوه الملونة الكثير , الذين يتوزعون أدوارا وعلى كل مائدة يكون الوطن أول من ينحرونه بسكاكينهم ويأكلونه بملاعقهم , ويستلمون من هنا وهناك وفي الأخير يقولون لك :كل هذا التعب من اجل الوطن !! , يقصدون التعب من اللف على كل الأبواب , والجلوس على كل الموائد , والحق أقول : إذا أرادت هذه البلاد أن تخرج من مأزقها عليها أن تلفظ رجال كل الأزمنة وكل الامكنة !! , والمضحك الآن أنهم يطرحون أنفسهم بديلا حتى للدماء التي سالت من اجل التغيير ( الثورة حقنا ) والمال مالنا , وانتم كل الشعب رعيتنا , أعجبكم كان بها أو فلتبحثوا عن أقرب جدار !! , فقط الكلام الآن موجه للصامتين ومربع الأمل والخيرين وهم كثر في المؤتمر انتصروا للوطن على الملونين , ومن يبيعون الأول الأول ……., وخذوها حكمه فمن يبيع الأولين يبيع كل من صادف لا يهمه بالدولار أو بالريال وباليورو خير وبركه ويجد أيضا من يبش في وجهه ( احمر عين ) …ببساطه لأن لا مبدأ يحكم هؤلاء , فقد تعودوا التنقل بين كل الموائد ……