الكتاب اليمني أين يقف الآن¿
د\عبد الله الفضلي
يمر الكتاب بأربع حلقات كلها تبدأ بحرف التاء:
* تأليف الكتاب
* تصنيع الكتاب
* توزيع الكتاب
* تسويق الكتاب
وهذه الحلقات الأربع المتصلة تشكل كل منها مشكلة قائمة بذاتها وتحتاج إلى دراسات ومعالجات خاصة في ظل انعدام الاهتمام الحكومي واتحاد الناشرين بمشكلات الكتاب وصناعته ونشره إضافة إلى انصراف الناس عن القراءة وشراء الكتب واهتمامهم المطلق بمتطلبات الحياة اليومية .
وفي تقليد سنوي اتخذته اليونسكو عام 1995م باعتبار يوم الثالث والعشرين من شهر نيسان ابريل يوما عالميا للاحتفال بالكتاب في كل دول العالم .وإذا كان الكتاب العالمي يشهد نموا متصاعدا ومعدلا متزايدا في صناعته ونشره وتوزيعه وتسويقه فإن الكتاب العربي بصفة عامة يشهد تراجعا وتعثرا وكسادا وعلى العكس من ذلك فإن الكتاب اليمني بصفة خاصة يشهد تعثرا مستمرا وليس هناك ما يسمى بصناعة الكتاب ونشره وتوزيعه وتسويقه لأسباب وعوامل عديدة والتي من أهمها :
-1 ندرة وضعف الناشرين الكبار المحترفين في صناعة ونشر الكتاب بالمعنى المتعارف عليه في دول العالم التي تعد فيها صناعة الكتاب ونشره حرفة وتجارة مربحة تدر على دور النشر والناشرين مبالغ ماليه تصل إلى الملايين من الدولارات.
-2 أن اليمن تعاني من عدم وجود اتحاد للناشرين اليمنيين يلم ويجمع شتات الناشرين أسوة بدول العالم وانضمامه إلى اتحاد الناشرين العرب والدخول معه في شراكة وتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات وعقد اللقاءات والمؤتمرات والتوقيع على بروتوكولات واتفاقيات تنظم العلاقة بين الاتحادين وتكافح أعمال القرصنة على كتب الناشرين وحفظ حقوق المؤلفين .
-3 أن اتحاد الناشرين يمكن أن يساهم في إحياء صناعة النشر في اليمن وينظم العلاقة بين الناشرين والمؤلفين .
-4 يعاني المجتمع اليمني من ضعف الوعي القرائي وغياب دور الدولة في التشجيع على القراءة وإنشاء المكتبات العامة في كل أنحاء الوطن باعتبار المكتبات العامة منارة للثقافة في أية دولة ووسيلة هامة من وسائل التنوير والتثقيف والوعي القرائي فالمكتبات العامة هي جامعة الشعب حيث تتيح كل مقتنياتها مجانا لكل شرائح المجتمع من رجال ونساء وشباب وأطفال ومثقفين ومتعلمين وأميين وعمال ومهنيين دون تمييز.
-5 أن المجتمع اليمني مجتمع قد حكم على نفسه وقرر استبدال الثقافة والقراءة بورقة القات وأصبح شراء القات هو من أولى أولوياته اليومية لدرجة أنه لا يشتري حتى الصحيفة فهو خارج نطاق القراءة و الاطلاع والثقافة الذاتية .
-6 أن الكتاب اليمني حاليا يعاني من كساد وركود نتيجة للوضع الاقتصادي المتدهور وانخفاض قيمة العملة المحلية وارتفاع أسعار الورق وأدوات الطباعة والأحبار وارتفاع أجور العمال الفنيين وكل ذلك قد انعكس على سعر الكتاب وبالتالي أدى إلى ركوده وكساده.
-7 أن المؤلفين اليمنيين يغلب على مؤلفاتهم الطابع التقليدي في طرق التأليف في تناول الموضوعات التقليدية وغياب الفكرة والإبداع والتجديد والابتكار وأن هناك اجترارا للماضي و ممارسة في الاطراد وهذا ما يجعل الكتاب اليمني لا يتناغم مع روح العصر وتطوراته وإبداعاته.
-8 غياب المؤلفين المحليين في مجال أدب الأطفال كالقصص والحكايات والأدب المتنوع في شتى مجالات المعرفة وكذلك غياب دور الدولة في تشييع المؤلفين في مجال أدب الطفل الذي يغرس فيهم حب القراءة وحب الوطن والتفاني في تمجيده والدفاع عنه والانتماء إليه والمحافظة على ممتلكاته وترابه وأرضه .
-9 غياب إصدار المجلات الخاصة بالأطفال في اليمن وان الموجود منها يعد بأصابع اليد الواحدة ولا تلبي احتياجات خمسة ملايين طفل ففي اليابان على سبيل المثال هناك 54 مجلة للأطفال . وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك 400 مجلة خاصة بالأطفال وفي بريطانيا هناك 100 مجلة , وفي ألمانيا هناك 17 مجلة ونحو 3000 كاتب للأطفال وهناك 14 دار نشر تصدر 150 كتابا للأطفال في السنة .
وفي مصر 20 مجلة للأطفال وآلاف الكتب عن أدب الأطفال .
-10 ندرة إقامة معارض للكتب في اليمن خاصة في الجامعات والمراكز الثقافية وعدم الدعاية والإعلان والإعلام والترويج لهذه المعارض حتى تحقق الغرض الذي أقيمت من أجله .
-11 أن المؤشرات الأولية التي تم الحصول عليها من قبل كاتب هذه السطور للإنتاج الفكري اليمني من الكتب في المدة من عام 2005 عام 2013 من واقع سجلات الإيداع بدار الكتب وسجلات الرصيد بجامعة صنعاء ومكتبة مركز الدراسات والبحوث تشير هذه الإحصائيات إلى ما يلي من أرقام :
-1 المعارف العامة والتي تشتمل على تخصصات الإعلام وعلوم المكتبات والمعلومات ودوائر المعارف والموسوعات والقواميس اللغوية والم