الدولة الرخوة . . ماذا بعد ¿ !
خالد الرويشان

حاولت أن أجد توصيفا لöما هو حاصل في اليمن فعجزúت ! وكنت أظن أن توصيف ” الدولة الرخوة ” كاف وملخöص لأكتشف أن عجائبنا أكبر من هذا التعريف وأن غرائبنا أشمل من هذا التوصيف . ولسوءö الحظ فإن تعريف ” الدولة الفاشلة ” أيضا لمú يتسع هو الآخر لعجائبö ما نعيشه وغرائبö ما نراه ونسمعه !
الدولة الرخوة هي الدولة التي ترهلت بفقدان الإرادة وتساقطت بسوء الإدارة وانعدام الحزم والعزم . . دولة غير قادرة على تنفيذ القانون وأحكام القضاء . .
أما الدولة الفاشلة فهي تلك التي لا تسيطر على معظم أراضيها . ويعتقد المفكر الأمريكي الشهير تشومسكي أن الدولة الفاشلة هي العاجزة أو غير الراغبة في حماية شعبها من العنف والفوضى والدمار .
لمú يخطرú ببال تشومسكي ولمú يشöرú في تعريفه إلى الدولة المعتöمة أو المظúلöمة ! وهي تلك الدولة التي يعيش معظم مواطنيها بلا ضوء أو كهرباء معظم حياتهم !
ولمú يشöر إلى الدولة المفلسة ! وهي تلك الدولة التي تعجز عن دفع مرتبات موظفيها . رغم ان سفريات وزرائها اكثر سفريات في تاريخ الدولة .
ولمú يشöرú إلى الدولة الخائرة ! مöن الخورú ! أي الضعف . . وهي تلك الدولة التي ينذرها بالتهديد بعض مواطنيها وتتوعدها بالوعيد جماعات من قطاع الطرق وشراذم من الأفاقين ! فتستكين وتغض الطرúف وتنتظر حتى يفرجها الله من عنده بدعاء الوالدين !
ولمú يشöرú إلى الدولة الحائرة ! وهي تلك الدولة التي لا تعرف ما تريد ! دولة تائهة . . تحكم بلا هدف وتدير بلا رؤية !
ولمú يشöرú تشومسكي أو يخطر بباله مصطلح الدولة المكúلومة أو الدولة الثكلى ! وهي تلك الدولة التي لا شغل لها أو عمل إلا إذاعة برقيات العزاء ! يصúبöح عليها الشعب وينام !
ولمú يشöرú إلى الدولة ذات الخمسمأة وكيل محافظة ووزارة ! وهو عدد كاف لأن يحكم ويدير إمبراطورية !
ولمú تشöرú تلك التعريفات إلى الدولة المريضة ! وهي تلك الدولة التي فاضتú مستشفياتها بالمرضى حتى أنك لا تجد موطئا لöقدم وامتلأتú مطاراتها بالمغادرين وطائراتها بالعيانين حتى أنك لا تجد مöقعدا خاليا !
ونسي تشومسكي أن يشير إلى الدولة المسمومة ! وهي تلك الدولة التي يتناول شعبها أكثر أنواع السموم فتكا في العالم . . السم الإسرائيلي ! وإذا اكتشفته الدولة فإنها تعجز عن دفنهö أو إخراجه من ضاحية الجöراف بالعاصمة ! وتعجز حتى عن عقاب أو محاكمة التاجر المستورöد حتى هذه اللحظة !
ولمú تشöرú تلك التعريفات إلى الدولة الدائخة ! وهي تلك الدولة المصابة بفقر الدم ! مöن كثرة مصاصي دمائها وناهشي لحمها !
ولمú يشöرú تشومسكي إلى الدولة المدرعة ! وهي تلك الدولة التي تصرöف أكبر عدد من السيارات الفخمة المدرعة حماية لوزرائها وموظفيها الكبار ولا تكاد تصرف شيئا لجنودها المغدورين وضباطها المقتولين كل يوم !
وأخيرا , فإن ما لمú يخطرú بباله ولن يخطرú هو الدولة المهجöرة أو المحكöمة ! وهي تلك الدولة التي تهجر القتلة بالثيران وتحكöم المارقين بالبنادق ! وبالطبع فإن تشومسكي يحتاج إلى معجزة كي يفهم ! وإذا فهم فإنه قدú يغمى عليه ! وسنحتاج إلى جردل ماء كي نصبه على أم رأسه كي ينتبه أو يفöيقú مöنú هوúل ما سمöع . . وما رأى !