إقرارات الذمة ¿!

عبد الرحمن بجاش


تهل علينا بين الوقت والآخر أخبار من نوع ( قدم فلان وعلان إقرارات الذمة المالية ) , وتفترض تلك الأخبار أننا بمجرد قراءتها سيرقص الناس فرحا !! , والناس حالهم كذلك المواطن الذي سألته مذيعة الـbbc : عن رايه في ( التغييرات ) في بلاده فرد سريعا ( هذا الأمر لا علاقة لي به هو يخص الأسرة ) , وعندما عاد يسأله : كيف ¿¿ أضاف : لا احد يسألنا ولا يأخذ رأينا وحتى أخبار بلادنا لا نعلمها إلا من عندكم !! , نفس الحال هنا فكلما تسلمت الهيئة إقرارا من احدهم فلا يهز الخبر مجرد شعره في رؤوس الناس , أقولها بكل الصدق والتجرد , إذ أن الناس يلمسون كل يوم أن مساحة الفساد تكبر , ويتفنن الفاسدون في اجتراح طرق جديدة وأساليب أجد لنهب المال العام حتى أن العامة أصبحوا يسخرون ( فساد ثوري ) والشباب أنزه وأنظف وأنقى من زرقة السماء وهم الضحية الأولى لمنظومة الفساد , ولم يلمس الناس ما يجعلهم يوقنون أن هنا نية ما للوقوف في وجه الغول المدمر للحياة إنسانا وأرضا !! , والسؤال الذي لا بد منه : بعد تلك الإقرارات , ماالذي يتم , فمعظم من يسلمون ترتفع أرصدتهم وتتوسع إمبراطورياتهم في نفس اللحظة التي يسلمون فيها الإقرارات !! , فهل تتابع الهيئة زيادة رأس المال !! أم أن الأمر لا يتعدى كونه خبرا و(بروبجاندا ), وليكفنا الله شرور الدنيا !!.
الناس يشعرون ويحسون أنهم يقاتلون لوحدهم والهيئة لم تخرج لهم بشيء ملموس يقول : هذا أول فاسدا يقدم إلى المحاكمة بجهد الهيئة , واسمحوا لي , فإذا كان الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بكل هيلمانه ومبناه النموذج الجيد للانجاز النزيه لم يقدم فاسدا إلى القضاء , وله عذره إذ أن هناك من افرغ جهد الجهاز من محتواه بحفظ الملفات لإظهارها فقط للإذلال !! , فما بالك بهيئة الدليل القاطع إلى اللحظة أن المواطن التعبان لم يلمس شيئا منها يطمئنه إلى أن هناك من يقف في وجه الفساد الذي يخرج لسانه كل لحظه لكل جائع قائلا له ( في كل زمان ومكان , أنا هنا رغما عنك ) , ولست بحاجة إلى التدليل على توسع رقعة الفساد , وأنا بحاجة فقط لان أرد على رد فعل لرموز العهد السابق وبعضهم استطاع أن يستبدل جلده ويصبح جديد( لنج )أن ماساتنا في الفساد الذي يأكل الأخضر واليابس سببها هو وهو من أسس للفساد دوله فلا يفرحوا ويرددوا ( هذا سببه التغيير ) , أو المعزوفة الرديئة ( مش قلتم تشتو تغيير ) , نعم نريد تغييرا يجرف كل القديم ويؤسس لدولة نظافة يحلم بها المواطن منذ سبتمبر 62 , الآن نقول لهيئة مكافحة الفساد أو ( هيئة الفساد ) كما يسميها المواطن : هل تعلم الهيئة أن سيولا من الأموال تهدر الآن على السيارات ¿¿ والحق أقول أن الشارع لا حديث له هذه الأيام إلا عن المدرع منها , وتلك (النيسان) الأغلى من (التيوتا) والتي يستفز بها كثير من المسؤولين الجدد مشاعر الناس , بينما لا تزال أصواتهم تردد النداء للثورة إلى اللحظة !!, لم يكن ولا يزال معظمنا يدرك أنهم قصدوا بالثورة تلك التي تنعث ظروفهم الشخصية , فمن كان يركب الدباب أصبح يركب المدرع حماية (للثورة) !!! , الآن أقولها بكل الصدق أنه لا الهيئة ولا كل الهيئات تحرك شعرة للناس الذين يرون مرأى العين أشكال وصور الفساد الجديدة , ولايلقون لأخبار تسليم الإقرارات بالا ……..فهل ستسمعني الهيئة وتوقف أخبارا كتلك رحمة بنا وبهم …..

قد يعجبك ايضا