الروائي زيد مطيع دماج .. ودهشة العالم

الثورة/ خليل المعلمي- محمد أبوهيثم

> المقالح: التلاقح الثقافي ضرورة تفرضها حاجة الآداب والفنون إلى التحرر من العزلة والجمود

> أبلان: الفقيد يعد أحد الأشخاص الأكثر ارتباطا بالقيم التاريخية والإبداعية والإنسانية

> مترجمة الرواية: من خلال رواية الرهينة تناول “دماج” مسألة الحداثة والتأكيد على حاجة التغيير بطريقة شاعرية

أحييت أمس الذكرى الرابعة لرحيل الأديب زيد مطيع دماج في فعالية ثقافية نظمتها مؤسسة (غيمان للتنمية الثقافية) وإنسان نت بالشراكة مع وزارة الثقافة ومركز الدراسات والبحوث اليمني والمعهد الثقافي الفرنسي بصنعاء وتضمن الاحتفال ندوتين ثقافيتين الأولى “الانبهار والدهشة.. الكتابة فعل حرية” والثانية “الرهينة فرنسيا.. وزيد مطيع دماج عالميا” كما احتضن نادي القصة بالمناسبة ندوة قدمت فيها قراءتان نقديتان لرواية الرهينة.

التلاقح الثقافي
واعتبر الأديب الدكتور عبدالعزيز المقالح في كلمة ألقاها أن التلاقح الثقافي على مر التاريخ ضرورة تفرضها حاجة الآداب والفنون إلى التحرر من العزلة والجمود.. وقال: إذا كانت بلادنا قد عانت طويلا وعلى مدى قرون من العزلة غابت خلالها عما حولها فضلا عن البعيد منها فإنها قد بدأت منذ ستينيات القرن الماضي تتململ وتخرج من عزلتها لتتواصل مع غيرها وبدأ المبدعون من أبنائها يطلعون بشغف وإصرار على ما انجزته شعوب العالم من إبداعات وآن لها أن تسهم بشيء ولو يسير من إبداعات أبنائها في مجال هذا التبادل الثقافي والمعرفي الذي بات مفتوحا وميسرا أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف: إننا في هذا اليوم لا نحتفي بالذكرى الرابعة عشر لرحيل الكاتب والأديب زيد مطيع دماج فحسب ولكننا نحتفي أيضا بالعلاقات الثقافية الوثيقة التي بدأت تنمو وتأخذ طريقها بين البلدين الصديقين الجمهورية اليمنية والجمهورية الفرنسية ونحتفي كذلك بالترجمة البديعة التي أنجزتها الأستاذة “ندى غصن” من العربية إلى الفرنسية وهي الترجمة الثانية التي استدركت ما عجزت عن الوصول إليه الترجمة الأولى التي قام بها مشكورا السفير الأسبق “لوك بالديه”.
وأكد الدكتور المقالح أن المبدع الكبير زيد مطيع دماج عندما كتب روايته الرهينة لم يكن يبحث أولىاعن العالمية أو شيء قريب من ذلك بل كان همه منصبا على رسم تفاصيل من ملامح التمرد الذي بدأته طليعة مستنيرة من اليمنيين في أواخر أربعينيات القرن العشرين ملتزما قدر المستطاع التوازن بين معطيات الحقيقة ومؤثرات الخيال وبذلك وجدت الرواية الصدى المطلوب على المستويين المحلي والعربي ثم على المستوى العالمي..
مشيرا إلى أن ترجمتها إلى أكثر من عشر لغات عالمية حتى الآن يعتبر عملا أدبيا وفنيا هز وجدان الإنسان في الشرق والغرب على حد سواء لأنه يتناول بلغة سردية بسيطة سهلة وقريبة إلى قلب القارئ موضوعا إنسانيا يتعلق بمشهد من حياة هذا الشعب في فترة من أقسى الفترات قسوة وقهرا ومن حسن حظ هذا العمل الروائي أن وجد من ينقله بأمانة إلى اللغات التي تم نقله إليها.
وأضاف: لقد تزامنت ترجمة رواية “صنعاء مدينة مفتوحة” للمبدع الراحل محمد عبدالولي إلى الفرنسية مع الترجمة الأولى لرواية الرهينة إضافة إلى ترجمة العديد من القصائد الشعرية إلى اللغة الفرنسية تحت إشراف كبار الشعراء الفرنسيين الذين شاركوا في ملتقى الشعر العربي الفرنسي الذي انعقد في صنعاء برعاية منظمة اليونسكو عام 1989م.
نقل الإبداع إلى العالمية
من جهتها أشارت الأديبة هدى أبلان نائب وزير الثقافة إلى أن الفقيد دماج يعد أحد الأشخاص الأكثر ارتباطا بالقيم التاريخية والإبداعية والإنسانية فهو ابن كل تلك المدن والوجوه وأحد الذين يشرقون في حياتنا ويرصدون اليومي المختلف بروح العارف والعاشق إنه من ريادة عالية ونضال متقدم وفنية متفردة.. وإنه من نقل الإبداع إلى العالمية بصدق وببساطة وتنوع كتاباته.
وأوضحت بأن ترجمة إبداعاته إلى الفرنسية يضاف إلى السجل الخالد من الإبداعات التي قدمت الإنسان اليمني مشددة على أن رحيله مؤلم وفقدانه في هذه اللحظة الوطنية صعب لكنه حاضر في أعماقنا نقرأه وتتجدد في دمائنا الحياة والثقة والمستقبل.
وأضافت: أن الاحتفاء بذكرى رحيل هذه القامة الأدبية يأتي في ظل مخاضات إبداعية وسياسية عارمة نتذكر لحظتها هذا الرحيل الصعب لواحد من أهم الأقلام الإبداعية التي أثرت ساحة السرد وشكلت أولى مقدماته وتجلياته العالية.
استعادة الذاكرة الجمعية
وفي كلمة ترحيبية للمنظمين أوضح محيي الدين جرمة أن استعادة الذاكرة الجمعية لنماذج من المبدعين والمؤثرين في أجيالنا ومنهم صاحب رواية “الرهينة” الأديب زيد مطيع دماج يعني استعادة الأمل بأسئلة الثقافة واستعادة أنفسنا من خلالها إلى جوهر الإبداع الحي

قد يعجبك ايضا