إليه فقط.. المبدع خالد الرويشان

جميل مفرح


الأستاذ القدير والمبدع المتفاني عطاء وحبا وإيثارا خالد الرويشان.. يظل ذلك الطود الشامخ.. والكوكب المنير.. والسماء المظلة لكل معنى ومبنى ثقافي إبداعي.. وتظل تجربته مع العمل الثقافي تلك العلامة الفارقة التي لم يقدر لها أن تنثني للتجاوز ولا يبدو أنه سيقدر لها ذلك وإن استقامت أوضاع البلد أو حتى أدركنا بهذا الوطن رعاية الأفلاك وبناء السماء..
* * * الأستاذ خالد.. إنه المبدع الذي أناخ حاملة إبداعهö وأراح تجربة سردية شخصية كان فيها من ملامح الجدة والتميز والخلق ما ليس في كثير جدا من مثيلاتها.. ليذهب بنفسه عن نفسه باتجاه هم ثقافي إنساني جمعي يمثöل وطنا غنيا بمعطياته كريما في إنجاب المبدعين الحقيقيين وتوليد الإبداع النابع من ذكاء فطري كانت تطمره أوحال الإهمالö وتجرح أجزاءه صخور التنكر أو النكران..
ترك هذا المبدع الكبير خالد عبدالله الرويشان كل شيء يخصه وحده ويعني تجربته من الكتابة وهمومها ولذات الاكتشاف والتنقيب فيها لينشغل عن كل ذلك الهم الفردي الذي يعنيه بهموم الثقافة الكلö وبالمنجز الجمعي الذي يعني أو يشكöل منجزا وطنيا جمعيا يمثöل هذا الوطن الكبير.. فعل ذلك نعم.. الأستاذ المبدع خالد الرويشان لا لينال عائدا ربحيا أو مجدا ليس من حقه كما يفعل كثيرون ممن أتيحت لهم فرصته ولكن ليحقق لهذا البلد ولو جزءا مما يستحقه من العناية والاهتمام ثم من المجد والثناء.. لم يذهب هذا الرجل إلى المجد ليحصده أو يصطاده وإنما هو المجد من جاءه مذعنا لما أنجز وحقق للثقافة اليمنية والمثقفين اليمنيين.. * * * الأستاذ خالد الرويشان.. من الصعوبة بمكان أن يقف امرؤ عند منجزه الهائل فينصفه حتى وصفا أو رصدا.. ولا يجد كثيرون مثلي كلما تذكروا هذه القامة إلا محاولة التمكن من لغة ثناء تليق به وبمنجزه وبهمه الثقافي الذي تجاوز به المكان والزمان.. فصار في أقل تقدير له صفة من صفاتöهö أو علامة من علاماته..
أستاذ خالد.. قد تنسينا الحياة وصعوباتها المزدحمة بالهم والخوف والقلق إياك ربما لوهلة وربما لأكثر من ذلك.. ولكن عزاءنا أننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتناساك أو نتنكر لشيء من إبداعك الوطني الكبير.. لأننا إن فعلنا ذلك فسنبدو كمن ينكر على الشمس ضوءها والأرض كرويتها.. أو كمن يكفر بحقائق الوجود المسلمة!!
سيدي.. نشتاق إليك كثيرا ونعلم أنك تشتاق لكل منا فردا فردا.. ونعلم أنك مهموم بنا بقدر أبلغ مما هو لدينا.. لأنك خالد الرويشان وليس بإمكان أي منا أن يكون ذلك الرجل الذي أحب وأخلص واحترم وأعطى كما لم يفعل أحدنا ولن يفعل وآن بلغت به المبالغ ما شاء أو تمنى.. نعم.. نشتاق إليك اشتياق ذلك الإبداع الذي أسفر عن جهدك وسعيك ووفائك اشتياقه لثورة بل لثورات كتلك التي أشعلتها وما يزال وهجها يملأ الوجود مكانا مكانا وأفقا أفقا.. نشتاق إليك.. ولكنه الوطن ذلك الكائن الذي أعطيته بسخاء وبلا حد أو عد.. إنه هو من يحاول أن يمسح علامات الطريق بيننا وبينك وكأنك أصبته في مقتل حين نزعت التراب عن وجهه الضامر ليرتوي ألقا ومجدا.. ها هو اليوم يابى إلا أن يشغلنا عنك بأحاج مبتكرة وخرافات لا مكان لها سوى في مساحات الموت والخراب والشقاق والنفاق…. أيها الأخ والصديق والأستاذ والمربي على المحبة والإخلاص.. حين تكون في القصد.. لن أتوقف عن الكلام والكتابة والنشيد والشعر والوصف والثناء فلا حدود للغة حين تكون عن شخصك ونبلك ومنجزك الإنساني والإبداعي والثقافي.. ولكن حسبنا أن نرجو منك معذرة حانية كريمة كما اعتدنا منك لقاء ما اجترحناه تجاه من نسيان ليس نسيانا بقدر ما هو انشغال مفرط بالفراغ واللا شيء اللذين يدليهما الواقع لحواسنا من بعيد فيبدوان لنا ببريق زائف وكأنهما كنزنا المفقود منذ قرون!!

قد يعجبك ايضا