لماذا يستهدف حراس الوطن الأوفياء

د/عبدالله علي الفضلي


د/عبدالله علي الفضلي –
إن أبطال القوات المسلحة والأمن هم الضحايا في كل عملية إرهابية وباتوا هدفا مشروعا لتنظيم القاعدة وهم الحلقة الأضعف والفريسة السهلة الذين يصطادهم القتلة من الفئات الضآلة الظلامية فهؤلاء القتلة لا يستهدفون جنودا وضباطا من حراس الأمن والاستقرار والوحدة فحسب وإنما يستهدفون الوطن اليمني بأكمله واستهداف أمنه واستقراره ووحدته وهم يدركون أن إضعاف الدولة وإرهابها يكمن في العمليات الإرهابية والاغتيالات العبثية الفردية والجماعية لضباط القوات المسلحة والأمن والجنود البواسل لأن إضعاف الجيش والأمن هو إضعاف للدولة وبالتالي فإن القتلة من الإرهابيين يخططون للمزيد من العمليات الإرهابية ضد الجيش والأمن لكي يخلو لهم الجو المناسب للعربدة والاستيلاء على المزيد من النقاط الأمنية والمعسكرات والتغلغل في بعض مديريات المحافظات والانقضاض عليها ومن ثم إعلانها إمارات إسلامية إجرامية وهم يخططون ويرسمون وينفذون عملياتهم الإجرامية من قتل واغتيال المزيد من أبطال الوطن لكي يحققوا مآربهم الخبيثة لإخلاء المناطق والمحافظات والمديريات من أي عنصر أمني أو تواجد عسكري لكي يدمروا المنشآت الحيوية حتى يرتعوا ويلعبوا بعيدا عن أعين حراس الوطن وأمنه واستقراره .
وهم يظنون في أنفسهم أن عزيمة الجيش والأمن ستنهك وتضعف أما ضرباتهم الإجرامية المباغتة والموجعة والمؤلمة لنا جميعا.
ونحن لا نلوم هؤلاء الجنود الأوفياء الأبرياء وهم يحمون وطنهم ولكننا نلوم من تسبب ويتسبب في اغتيال هؤلاء الضحايا حينما يتركون في الصحراء مكشوفين وعلى مرأى ومسمع من الإرهابيين وكأنهم قطعان من الأغنام أو الماشية بلا راع وهم أمام الوحوش المفترسة التي تتربص بهم الدوائر كما نلوم من يترك هؤلاء الجنود المستضعفين في النقاط الأمنية والمعسكرات المكشوفة دون غطاء أو حماية فلا سواتر ترابية كثيفة ولا خرسانات أسمنتية حصينة يدافعون عن أنفسهم من خلفها ولا أسلاك شائكة ولا حماية لهم من خلفهم لإنقاذهم من أي هجوم إرهابي مباغت خاصة في الليالي المظلمة الحالكة ولا تواصل سلكي أو لا سلكي مع قياداتهم ولا طائرة مروحية تنقذهم وتقوم بتتبع العناصر الإجرامية المهاجمة إلى الأماكن التي يفرون إليها, أو مهاجمتهم بالصواريخ من الجو وتدمير سياراتهم وأسلحتهم حيث أضحى الجنود غنيمة سهلة لوحوش القاعدة يلتهمونهم كما تلتهم الأسود فريستها .
ومن العجائب والغرائب إن العمليات الإجرامية الإرهابية التي تنفذها العناصر الضآلة الظلامية إنها تتبع وتستخدم نفس الأسلوب ونفس العملية ونفس التوقيت المسائي أو الصباحي والمباغتة ونفس التكتيك في كل عملياتها فالمعسكرات ما زالت مكشوفة ومفتوحة والجنود مكشوفون وبدون عنابر من الأسمنت المسلح, والحذر غير وارد والجاهزية معدومة وأخذ العبر والاحتياطات الأمنية غير موجودة والتحصينات هشة و ضعيفة والانفلات وعدم الانضباط والتنبؤ بأسوأ الاحتمالات أو وضع الاستراتيجيات العسكرية لمواجهة العدو المتربص غير واردة أيضا وكأن القيادات العسكرية العليا تتعمد ذلك لإتاحة الفرصة للقتلة المأجورين أن يسرحوا ويمرحوا ويباغتوا ويغتالوا ويفترسوا من يشاءون وفي أي وقت وفي أي مكان (ويستاهل البرد من ضيع دفاه.).
لا عزاء للضحايا وأسرهم ¿
لماذا لا يعزون أسر الشهداء من جنود القوات المسلحة والأمن فمن علامات الاستفهام والتعجب أن قادة البلاد على مختلف مسؤولياتهم لم يكلفوا أنفسهم عناء رفع برقيات التعازي لأسر الضحايا في الوقت الذي لا يكفون يوما واحدا عن رفع برقيات التعازي الحارة مقرونة بالأسى والحزن العميقين لأناس لا نسمع عنهم إلا من خلال برقيات التعازي هل لأنهم مواطنون من الدرجة الأولى والشهداء من ضحايا الإرهاب وهم الأوفياء للوطن من الدرجة الثانية ولا يستحقون التعزية إنه مجرد تساؤل ¿¿

قد يعجبك ايضا