في العارضة

أحمد غراب

 - 

أليس غريبا أننا نريد ان نغير كل ما حولنا ونحن لم نغير ما بأنفسنا¿
الأغرب من ذلك أننا نظل نعارض ونعارض ونعارض وعندما نصل إلى السلطة نوافق على كل ما كنا نعارض

أليس غريبا أننا نريد ان نغير كل ما حولنا ونحن لم نغير ما بأنفسنا¿
الأغرب من ذلك أننا نظل نعارض ونعارض ونعارض وعندما نصل إلى السلطة نوافق على كل ما كنا نعارض وتصبح كل تسديداتنا في العارضة.
ألا تلاحظ أننا نتكلم عن العدل والمساواة في ذات الوقت الذي نمارس فيه المحاصصة ¿
ألاحظ أيضا انك تركب مدرعة وأنت الذي طالما حدثتني عن عمر الذي كان يطفئ الشمعة لأنها من بيت مال المسلمين وعمر الذي كان يركب حمارا وينام تحت الشجرة ويخشى ان يسأله الله لو ان بغلة تعثرت في البصرة لماذا لم يصلح لها الطريق ¿
شيئا ما يضحكني لعلك تذكرت شيئا.
نعم تذكرت سيارتك الكرزيدا التي كنت تركبها قبل ان تصبح مسؤولا كبيرا أتذكر انك كنت تحب دائما تشغل كاسيت الاضرعي عن الجرعة والغلاء وسندويتش الروتي بالبيضة حين كانت البيضة بخمسة وعشرين ريال أتساءل ما الذي تسمعه الآن فوق المدرعة وقد صارت البيضة بخمسين ريال ¿ لا تقولي الوجه من البيضة ابيض فلطالما خلتك الديك الذي صاح من داخل البيضة.
اعذرني يا سيدي فأنا مرشح من حزبي لمنصبي فلا تحدثني عن كفاءتي انا هنا لأجلس على هذا الكرسي ولأصدر قرارات تعيين لأكبر عدد من أبناء حزبي الذي انتمي إليه وبذلك أرد جميله في تعييني ليس مهما ان انجح او افشل القبيلة تمتص خطأ القبيلي والحزب يغطي على المتحزبين والوطن سلك عار مكشوف والثورة تأكل أبناءها وتتزوج.
أريد ان أخبرك شيئا انا مؤمن ان الوطن اكبر من كل المناصب والأحزاب واسمع منذ صغري مثل شعبي يقول ما يصح الا الصحيح ومثل ثان يشابهه في الوزن والقافية يقول يا فصيح لمن تصيح ومثل ثالث طالما رددته جدتي حاسب ريح لا اعرف لماذا تذكرت هذه الأمثال فجأة ولكني اعرف ان العدل هو أساس الحكم والمحاصصة تتنافى مع مبدأ العدل فهي تجعل من المنصب أشبه بوعد بلفور وعد من لا يملك لمن لا يستحق الوطن ليس ملكا لأحد ولا لفرد ولا لحزب ولا لجماعة الوطن للمواطن والحكومة لمنفعة الناس.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين

قد يعجبك ايضا