عن صاحبي القعود ..
عبد الرحمن بجاش

بقدر ما تراه بسيطا , محبا , عاشقا , قعودا , أو جملا في صبره , وقدرته الإنسانية , بقدر ما تدرك صعوبة أن تكتب عنه وهو حق مستحق له , بل هو دين إذ اقضيه أنا فقد أزحت عن صدري جبل غيمان يثقل مشاعري نحو هذا الكائن الودود الذي أسمى نفسه القعود وفي هذا فالأمر له ألف إشارة, ومؤشر, ومغزى , من هنا أعلن ولائي لمحمد القعود ودولة (قعوديا العظمى) , وبأنني طائعا مختارا احد رعيته , له الحق في أن يحرث بي أي ارض يشاء , محمد القعود في بساطته يجبرك كل صباح أن تنحني فترفع له قبعتك ,أو كوفيتك, أو مشدتك, أو صماطتك, مقابل ألا يهددك بالمقابل برفع الصماطة وهنا سيكون عليك أن تواجه تسونامي المشاعر الفياضة التي ستجرفك باتجاه أقرب مقهى قد يكون في التحرير لتعلن له ولاءك وبدون أي ضغوط دولية أو محلية ….تتبدى الصعوبة حين تقول, أو تفكر, أو تنوي ,أو تتحدى قلمك , وتعلن أمام نفسك في جموع عشيرة الأدب أن تتولى الكتابة عن انسان بسيط بحجم صبر جمل تراه سهلا وحين تقترب من سفوحه ترسل نظرك الى الاعلى , تستمر صعودا حتى هامة السحب , هناك يسكن الكائن الأروع الذي خبرته وجربته وعايشته بل عشته محمد القعود الذي إن امتلأ في أي لحظة بعشرة قروش رأى نفسه أغنى أغنياء الأرض وهب إلى مدهش يعلن للمدينة أن محمد القعود قد اغتنى بعشرة ريالات فهبوا يا ساكني صنعاء اغتنموا الفرصة لتشربوا شاهي مدهش على حساب محمد القعود , ولا يهم بعدها يعود إلى البيت على رجليه ,على دباب, يستأجر قعودا صغيرا, جملا عملاقا , يذهب إلى الصحيفة على ظهر جاري حمار, المهم انه (بون ) للحظات ويلعن أبو الفقر ( وأنا ……الذي يكرهك ) , القعود الآن يسكن مقهى آخر ويدعو مجانين التحرير عوضا عن الثقافة لافتتاح لحظاته المبدعة وما أكثرها من عبد الرحمن مراد إلى علوان الجيلاني وما بينهما , وحين يتسلل إلى جيبه (الإنتاج ) يلطش منه بضعة ريالات من وراء ظهر أم الأولاد فيجمع الجمع والى اقرب مخبازة, وقد حلف ذات صباح أن يظل طفرانا طوال العمر ( أحس بالناس إذ أكون طفرانا ), لا بيت يملكه, ولا راحلة مصفحة تذهب به وتعيده !!! , القعود مدبر وأنا اعرف هذا معرفة يقينية وحين اسكنوه فندق هيلتون في أبو ظبي اصدر بيانه الشهير يشيد فيه بعمه مدهش وصاحب اقرب لوكندة في التحرير وطالب الهيلتون يومها أن يستبدل أكوابه المذهبة بقوطيات مدهش , ووجوه الأغنياء بكل وجه يرسل التحيات الصباحية إلى عمال الزوايا في ميدان التحرير , هذا القعود إنسان إلى درجة الثمالة, أقصى درجات احتجاجه دموعه يفلتر بها روحه فيعود إليك أكثر إلقاء ….لا يخيفني إلا في حالة واحدة ( إما أن تفعل كذا يا بجا ش أو انزع الصماطة من رأسي )… أقصى درجات الاحتجاج واللؤم ما يجعلني دوما أعلن استسلامي …وسلام الله عليك يا محمد القعود ازرق النفس مثل السماوات العلى ….
