بوادر أمنية مبشرة ومشجعة للأخ وزير الداخلية الجديد

د/عبد الله الفضلي

 - كنت قد أشرت في مقالة سابقة نشرت في إحدى الصحف المحلية عقب تعيين الأخ وزير الداخلية الجديد , أشرنا فيها إلى أن الأخ الوزير قد جاء من المجهول وأنه لم يتدرج في المناصب القيادية حتى وصل إلى مرتبة وزير وكنت مستعجلا بعض الشيء في الحكم عليه بع

كنت قد أشرت في مقالة سابقة نشرت في إحدى الصحف المحلية عقب تعيين الأخ وزير الداخلية الجديد , أشرنا فيها إلى أن الأخ الوزير قد جاء من المجهول وأنه لم يتدرج في المناصب القيادية حتى وصل إلى مرتبة وزير وكنت مستعجلا بعض الشيء في الحكم عليه بعدم قدرته على قيادة أخطر وزارة أمنية في اليمن .إلا أنه من خلال تحركاته السريعة وزياراته الميدانية التفقدية إلى بعض مرافق وزارة الداخلية بصورة مفاجئة ومن ثم وقوفه عن كثب على الأوضاع الأمنية ومدى الانضباط الأمني في تلك المرافق والمصالح وخاصة ما يتعلق منها بتسهيل معاملات المواطنين كالبحث الجنائي والتحريات ومصلحة السجون والأحوال المدنية والسجل المدني والإدارة العامة للمرور كل ذلك قد أشعرنا أن هناك أملا جديدا يلوح في الأفق في إعادة الاعتبار والانضباط لتلك المرافق الأمنية التي فقدت هيبتها في الأعوام الثلاثة الماضية مما أدى إلى الانفلات الأمني والتسيب والإهمال والغياب المستمر لبعض أفراد ومنتسبي تلك المرافق , وخاصة عند إطلاع الأخ الوزير على سير العمل في الإدارة العامة للبحث الجنائي وما حصل فيها من أخطاء وإهمال وتجاوزات وفساد ووجه بإحالة كل من ثبت تسيبه أو تغيبه عن أداء العمل والتقصير وقام بإحالتهم إلى التحقيق وإيقافهم عن العمل وهذه بوادر تصحيحية أمنية يشكر عليها الأخ اللواء الدكتور عبده الترب وهو في أول تسلمه لمهام عمله الجديد.كما أن من أهم البوادر الأمنية الحازمة هو سرعة تحرك الأخ الوزير إزاء الجريمة البشعة التي ارتكبتها الفئات الضآلة من القتلة المأجورين في حضرموت سواء من القاعدة الظلامية أو من الحراك المسلح الإجرامي وكانت مجزرة هزت ضمير العالم وكان قرار الأخ الوزير واضحا وصريحا بإيقاف المقصرين والتحقيق معهم .وإذا كان الأخ الوزير سوف يتصرف كوزير أمني محترف وأن يكون عونا لكافة المواطنين اليمنيين دون تمييز وأنه سوف يؤدي مهامه الأمنية على الوجه الأكمل ويقضي على بؤر الفساد والتوترات الأمنية في كل المحافظات والقضاء على الفجوات والاختلالات الأمنية فنحن سنقف إلى جانبه ونصفق له ونكتب عن إنجازاته وإيجابياته إنصافا للحق . وقد أشاد الكثير من المواطنين على مختلف مستوياتهم الثقافية واتجاهاتهم السياسية أنهم قد لمسوا جدية الأخ وزير الداخلية الجديد اللواء الترب وبصفة خاصة حينما فاجأ بزيارته الإدارة العامة للبحث الجنائي واتخذ كافة الإجراءات القانونية في حق المقصرين في العمل ومنها التحقيق والإيقاف وقالوا أنها خطوات جريئة من الأخ الوزير في الاتجاه الصحيح , ونحن بدورنا كصحفيين ومثقفين لن نصنف أحدا حزبيا مادام يؤمن بأنه يؤدي واجباته ويقدم خدماته للوطن والمواطنين بتجرد ودون تقصير أو تسيب أو إهمال أو تحيز وقد سمعنا أيضا أن الأخ الوزير كان وراء إنعاش وتنشيط وتفعيل وتنظيم قيادة المنشآت الخاصة وبذل فيها جهودا ملموسة حيث أعد وجهز قوات المنشآت بالسيارات والأجهزة والانضباط وأداء العمل , وهذه كلمة حق صادقة أسجلها هنا كما سمعتها , وإذا كان الأخ الوزير بهذه الهمة والنشاط والانضباط الغاية منها تصحيح الأوضاع الأمنية والسير بها إلى المسار الصحيح والعمل الجاد من أجل حماية المواطنين وحماية ممتلكاتهم ومحاربة الإرهاب والقضاء على الجريمة قبل وقوعها فنحن لن نقف متفرجين بل سنكون معه وعونا له طالما أنه وزير محايد ونزيه ووطني وأن يكون همه الأول هو تثبيت الأمن والاستقرار وإعادة السكينة العامة للمواطنين في كافة المدن اليمنية وذلك من أجل المصلحة الوطنية العليا للبلاد كمنظومة أمنية موحدة .مع تمنياتنا للأخ الوزير الجديد المزيد من النجاحات الأمنية ونحن نعلم بأنه يتحمل مهاما جسيمة خاصة في هذا الوضع المتردي الذي تعيشه اليمن ونأسف من سوء الفهم المسبق عن الأخ وزير الداخلية وتوجهاته المستقبلية ونأمل من معالي الأخ وزير الداخلية أن يقوم بزيارة عاجلة ومفاجئة إلى مقر الإدارة العامة للأحوال الشخصية والسجل المدني في عصر ليرى بنفسه ما يجري من فوضى وزحام وضياع للأوراق وهي أشبه بسوق الملح.

قد يعجبك ايضا