تداعيات في الصورة

محمد المساح

ما بين حق القوة.. وقوة الحق يدور الصراع والجدل وهات بعدها كل الذرائع والمسوغات والمبررات ثم اقلب الصفحة الأخرى لتشاهد بالرسم والصورة عمليات دارت وتدور لمختلف وأوجه ذلك الصراع المرير بين البشر.. تتخللها الحرائق وهي تنتشر في السهول والسهوب وتلك الأدخنة وهي تختلط بالسحب والغيوم.. وتسقط بعدها الأمطار الحمضية ويختلط عرق المعارك مع مياه الأنهار..والفيضانات بالطمي الأصفر.. ينداح على وجه الأرض تتداخل بأنهار الدم.. تلك مسارات دخلها البشر ويدخلونها وفي منتصف تلك المسارات ومنعطفاتها يتقابل المتعاركون منهم من يعي أنه يدارج دفاعا عن النفس ومنهم من تدفعه حمية الجموع فينخرط محترفا في لعبة الصراع ومنهم من ينجذب إلى ساحات اللهيب مدفوعا بقيم الحق والخير فيقضي طائعا مختارا.
تنتصر قوة الحق بعد دفع ثمن باهظ.. تقيم دولة الطيبين.. وتنشر السلام تؤسس للعدل وسرعان ما تبعث ومن جديد حق القوة فتفرض القوة منطقها مستعينة بكل الأساليب التي لا تستقيم أبدا مع الغايات الإنسانية.. ولا تتماثل في منطقها العوöجú مع قيم الحق في أبسط صوره وأدنى معانيه منطق القوة.. يكون من باطله حقا يدعيه بحسب مصالحه ومقتضيات نظرته للأمور.. ويظل الحق وقوته أمام طغيان وجبروت القوة الغاشمة يكافح بقدر ما استطاع.. قد تنفذ القوة الغاشمة بعض أهدافها وبوسائل القهر وتقنيات الالتفاف والتأثير في مجرى مسار الأمور.. وهكذا حتى يحين الحين.. وتتعاظم قوة الحق وتبدأ في نشر تأثيرها ثم يتابع التاريخ مسيرته.. وفي المنحنيات تعود البدايات لتختلط بالنهايات ويعيد التاريخ دوراته وتقلب الصفحة لتشاهد من جديد بالرسم والصورة حكايا البشر.