رسالة عن الرسم إلى الرفيق ريان الشيباني

شعر بضيق شديد يا رفيق وأفكر في الرسم بأنه الشيء الوحيد القادر على إنقاذ روحي أتمنى لو أنني رسام كنت سأعيد ترتيب الأشياء في هذا العالم على نحو يبعث على البهجة أو يليق بالحزن بدلا من هذا الضيق الذي لا نعرف لماذا يأتينا دون موعد.
عزيزي لقد صحوت اليوم متأخرا كالعادة وكنت أرغب في أن لا أخلف وعدي كما في كل مرة اتصلت بتلفونك فكان مغلقا كررت الاتصال دون فائدة يبدو أن هناك شيئا خفيا يمنعني من الاقتراب منك على الأقل خلال هذه الفترة فأنا كلما أقول بأني سأخزن معك يحدث شيء يجعلني أنصرف عن الأمر ربما لكي لا أنقل لك الكآبة التي أصبحت أحملها مؤخرا كظلي.
لكن يا رفيق اليوم كان يجدر بذلك الشيء الخفي أن يعي أنني لا أفكر سوى في الرسم حتى الضيق وكل الأشياء السيئة في هذا العالم أردت أن أجد لها حلا مناسبا من خلال الرسم ولأني لست رساما ولا أفهم في الرسم كثيرا فإن الحديث معك كان سيقتصر عن الرسم فقط.
لقد رغبت في الحصول على أشياء كثيرة في هذه الحياة ولم أحصل عليها قط وكان مجرد أن تتاح لي الرغبة وتحقيقها في الخيال شيئا كافيا. لم يسبق لي أن تمنيت من أعماقي لو أني رسام كما حدث لي خلال اليومين الماضيين أعتقد لو أن هناك أمنية وحيدة تتحقق للمرء في حياته فسأتمنى أن أولد من جديد رساما. هل تعرف أن الرسم ربما هو الخلاص الوحيد الذي أتاحه الرب مقابل كل العذابات الإنسانية التي أمعن في جعلها مرافقة لنا¿ لكني أحيانا أفكر أيضا بأن الرسم قد يكون لعنة أو صيغة موازية لتلك العذابات.
لم أعد أعرف ما الذي أردت قوله تماما¿ ألم أخبرك أن كل الدروب ناقصة¿ فمثلا لو كنت رساما فإنني كنت سأقدر على توضيح ما أفكر فيه بسهولة كنت سأرسم شجرة في أسفل التل بألوان كثيرة من قال أن الأشجار تبقى خضراء عندما تزدحم الأفكار في رؤوسنا¿ كنت سأدع القطيع يسير إلى الخلف كمن يستقبل العيد ويمر من جوار الشجرة وكأن لا شيء قد حدث وهي ليست شجرة العيد على كل لكن الراعي وهو شخص في مثل عمري تقريبا سيبتسم دون أن يوضح ما الذي قد فهمه من كون الشجرة قد رسمت بهذا الشكل وستكون الفكرة قد عبرت عن نفسها دون حذلقة.

قد يعجبك ايضا