تحطيم الأسعار

محمد المساح


 - تحطيم الأسعار جملة موجزة وبإختصار مكتوبة بحروز واضحة وبارزة للعيون على لافتة قماشية بيضاء مرفوعة على باب إحدى مستودعات بيع الثياب والملابس الجاهزة هذه الجملة الموج

تحطيم الأسعار جملة موجزة وبإختصار مكتوبة بحروز واضحة وبارزة للعيون على لافتة قماشية بيضاء مرفوعة على باب إحدى مستودعات بيع الثياب والملابس الجاهزة هذه الجملة الموجزة وباختصار كما قلنا.. قد تكون حملة عادية لا تحمل دلالات أكثر من تلك اللافتات التي ترفع عادة وتعلق عرض الشارع..وتعلن عن التخفيضات المغرية لكن كلمة تحطيم الأسعار جملة جديدة وتكسر العادة.. وحين يقف المتأمل لدلالة ومعنى التحطيم.. يحس مباشرة أن صاحب الجملة ومخترعها قد عكست من جانبه غضبا وزعلا يفوران في داخله فأفرج عنهما بتلك الطريقة.. من ناحية ومن ناحية أخرى فربما.. يستطيع بيع البضاعة وهذا التحليل أو التفلسف الأعمى طبعا من جانبي ولأن واقع الحال والسوق راكد والمسألة بالطبع تعود إلى الاختصاصيين ومفلسفي الاقتصاد الحر.. والعولمة والتخصيص ودهاقنة الصناديق والبنوك المعولمة الذين يبشرون ويعممون عن مظاهر النعيم والرفاه التي سينعم به فقراء الكوكب الأرضي.. وكأنهم وهم يحمون الطاسة ويضربون المرفع قد عمموا الفقر في العالم.. وتناقصت السيولة النقدية من جيوب الناس ولا نقول خطأ إذ انعدمت بالخالص تلك الجملة الصغيرة وكما قلنا سابقا موجزة وقصيرة عنوان الحال.. والذي لا يفترق عن الجملة التي تقول اشتر واحدا وأحصل على الآخر مجانا.. رغم كل هذه المغربات والمقبلات والناس طفارى لا سيولة ولا يحزنون الغالبية حالتهم في «التنك» ومن هنا يصدق قول صاحبنا التونسي.. الدكتور حاتم بن عثمان في كتابه «بؤس العولمة»: إنه في حالة صدق مزاعم «العالم – القرية» سوف يتحول سكان العالم إلى مجرد مزارعين في حقول العولميين طبقا لعادات القرية ونشاط أهلها وإن تغير الزمن وأصبحت التكنولوجيا سيدة الموقف في العصر الصناعي ومخابر البحوث الجينية.

قد يعجبك ايضا