تنقصنا القدوة !!!
عبد الرحمن بجاش
لا يحضرني اللحظة اسم ولا بلاد رئيسة الوزراء التي خفضت راتبها وتنازلت عن السيارة الفخمة إلى سيارة عادية لتقول للناس فقط ( أنا معكم ) لأنني هنا من أجلكم وأنتم من أتيتم بي , لم ولن تقول ( هذا حق أبي وأهلي وسأظل فوق رؤوسكم كم ما أشتي واللي مش عاجبه يبحث عن أقرب بحر) !!! , هناك يعملون بالإسلام أكثر منا !!! . أتخيل اللحظة مسؤولين كثر وضعت معظمهم الصدفة حيث هم ينظرون شزرا إلى ما أقدم عليه اللواء عبد القادر قحطان الذي أعاد ثلاث سيارات إلى وزارة الداخلية بعد أن تركها , لسان حال كثير من أولئك المسؤولين يقول (مدبر, ما صنف لك , أحرجتنا ) , ومع ذلك فكثير من السابقين واللاحقين لن يعيد شيئا , لأن وعيا عاما تجاه الوظيفة العامة في مستواها الأعلى فينظر إليها على أنها سيارة مونيكا وتوابعها , أما تحديد هدف أو إنجاز فلا أحد يفكر !! , ولكي نكون منصفين فهناك من يعتبرون قدوة لا ندري عنهم شيئا , أما لأنهم لا يتكلمون عن أنفسهم , أو أن لا أحد يعيرهم انتباها !! , خذ الدكتور سيف العسلي فقد أعاد سيارتين إلى المالية قيل انه وولده أعادوهما شخصيا , هو هنا إذا قدوة فإن تحدث عن النزاهة فهو أحد نماذجها . الآن يفترض أن نكون شجعانا وخاصة من هاجمه كوزير داخليه بالحق والباطل عليه الآن أن يسجل تقديره واحترامه , هل أستطيع الطلب إلى اجتماع مجلس الوزراء القادم أن يسجل التقدير والاحترام لوزير الداخلية السابق¿¿ , أخشى أن يمر كل ما فعله الرجل وما قلته أنا مرور الكرام فقط لأن كثيرين يريدونه أن يمر لأنه يحرجهم ولكن إلى حين , وقصة السيارات الرسمية على كل حال إحدى مشاكل هذه البلاد حيث يستولي السابق على ما وصلت يده إليه ويحرص اللاحق على ألا يطالب بما أخذه سلفه لأنه لا يريد من اللاحق أن يطالبه !!, وانظر فيحرص معظمهم على أن تسجل السيارات الرسمية في المرور بأسمائهم الشخصية !! , ويا ريت يقتصر الأمر على سيارة واحدة, بل أن بعض الأحواش تمتلئ بما لذ وطاب , ثم نبخل على علاج مبدع يعاني !! , هذه البلاد بحاجة إلى القدوة التي نراها في الغرب والشرق الأوروبي وجنوب شرق آسيا حيث لا يتميز المسؤول بالمطلق عن المواطن , وتتذكرون ربما رئيس وزراء السويد ( أولف بألمه ) الذي سهل على قاتله اغتياله حيث وجده عائدا إلى البيت من دار السينما راجلا !! , لن نطلب من المسؤولين أن يمشوا على الأرض وإلا بماذا (عيتميزوا) ثم أن هناك ما يمنع بالتأكيد ونقدره حتى لا نغالي , لكننا نطلب إليهم أن يكونوا قدوة, وتخيلوا المجوسي وهو يبحث عن عمر ابن الخطاب فإذا أشار أحد المارة إليه ( هوذا أمير المؤمنين ) , كان عمر راقدا على الأرض , فتأكد المجوسي أكثر من مرة ( هل هذا أمير المؤمنين ) , أو ذاك الذي أتى يبحث عن عمر بن عبد العزيز فوجده ( يملج جدران منزله ) فظل يسأله مرات ( أين أمير المؤمنين ¿¿) , وهو يقول له أنا أمير المؤمنين , عدل عمر فأمن فنام , ترى كم بين ظهرانينا من تأثر بعمر وعمر ¿¿ أكاد اضحك وأراني مبالغا …., يجب ألا يمر تصرف الرجل مرور الكرام مرة أخرى بل أن يؤسس لقدوة عامة نحن بأمس الحاجة إليها حتى لا يظل الحشيش يؤكل أخضره ويابسة !!!.