المخا ….ليست المفرق!!
عبدالرحمن بجاش
في العام 68 عرفت المخا , ومرة أخرى مررت مرورا عابرا من الطريق الرئيسي !! في المرة الثانية ظلت الأنقاض مرتسمة في مخيلتي , وحكايات كثيرة عن المفرق الذي حل محل المخا لغرض في نفس من أشهر المفرق !!, الانقاض تلك تنبؤك بتاريخ مدفون تحتها لم يعمل احد على انتشاله من بين الركام , كان هناك قرار ما من جهة ما قسرا أن يتحول ميناء المخا الى ثكنة لمهربي المشروبات الروحية والحبوب والسلاح, والمدينة ثكنة عسكرية!!, كانت دواعي الرزق أو الترزق وتدبير الأمور تتطلب ذلك, ومن الازمان الغابرة ظلت المخا لصيقة بالبن, لكن فاروق السامعي بمادته المنشورة في الجمهورية في عدد 18 فبراير الماضي قلب ما علق في الذهن رأسا على عقب, فقد أثبت أن المخا من خلال مادته الرائعة (المخا …ميناء الأحلام ومدينة الكوابيس) أن شهرة المدينة والميناء لا يعود فضله للبن بل العكس هو الصحيح , لتترسخ قناعة أخرى في ذهني انا أن المخا ليست المفرق, بل هي تاريخ عظيم زاخر بالأسماء والأحداث وبطولة المكان, المخا ليست الانقاض ايضا … بل هي المدينة التي تراوح عدد سكانها في مرحلة من مراحل ازدهارها بين مليون إلى ثلاثة!!, المخا تاريخيا ذكرت في – أقرأ من مادة السامعي – نقوش الملك (يوسف اسار يثأر) ملك كل الشعوب والمشهور بذي نواس حيث يذكر النقش أن الملك قاد جيشه إلى (مخن – م- خ – ن) وقاتل فيها حتى قتل كل سكانها واستولى على كنيستها ……, ويعود السبب في ازدهارها حسب مؤرخين والمهندس ضرار عبد الدائم رحمه الله الذي ظلم هو الآخر- اذ لم نكن نعلم انه يؤرخ لمدينته ويتحدث لغات ست بينها العبريه – إلى حادثة شهيرة تتلخص في طلب الشيخ الصوفي ابو الحسن عمر بن ابراهيم بن ابي بكر بن محمد القرشي الصوفي الشاذلي من احدى سفن تخص تاجر بريطاني انزال بضاعتها في المخا وكانت قادمة من مومباي العاصمة القديمة للهند وقيامه بالطلب إلى السكان لشراء محتاجاتهم منها, وهو الامر الذي دفع – لاحقا – بتجار الغرب إلى تسويق وبيع منتجاتهم في مدينة المخا, التي وجدت فيها اكثر من عشر قنصليات أجنبية وأكثر من سبعة مراكز تجاريه, واحياء هي الاميركي, الصومالي, اليهودي, البهري, العفري, الهندي, الفارسي, التركي, البينيان (الهنود), في الوقت الذي وصل سكانها الى اقصى مراحل الترف, ويربط بعض المؤرخين ذلك التبذير بكارثة الطوفان العظيم التي جرفت أكثر من مليون ونصف مليون نخله!!! والمخا كانت مدينة للتنوع وانظر الى أصول أسرها لا يزال بعضها يتعاقب أجيالها من خلال الأسر, من أصول تركية: آغا, افندي, وفارسية: القوح, بينيان: رحلوا, يهودية: المسلماني, مكية: النصاري ومكي, شامية: الدمشقي والحلبي, حضرمية: المحجب, مخاوية: طنة وحدوم والعيدروس, هذا غيض من فيض يمكنكم أن ترجعوا الى مادة فاروق وتنهلوا منها تاريخ المخا التي تحول ميناؤها بقدرة قاصد الى ميناء للمهربين, جدير بهذا الزمن والقادم أن يعيدا اليه اعتباره من خلال نعث انقاضها للوصول إليه, والاثبات بما لا يدع مكان للشك أن المخا تاريخ وسيرة عظيمتين وليست المفرق أحد عناوينهما !!!, فقط سؤال مهم : اين جامعة تعز من كل هذا وذاك ¿¿¿¿.