عند إشارة المرور
محمد المساح
يظل يفكر ولا يستنتج بالطبع حين يشاهد سائقي السيارات وهم ينتظرون عند إشارة المرور.. يتساءل.. ترى بماذا يفكرون¿ وهم قابضون على مقود السيارة بيد واحدة¿ بالتأكيد أن بعضهم.. قابض على المقود بيدين اثنتين.. لكن الغالب وهم في حالة الوقفة قد تركوا ليدهم الأخرى.. تتحرك بكل حرية أحدهم يضع يده على أسفل دقنه يتفكر سابحا.. في أفكاره الخاصة لا أحد يعرف ما هي والآخر.. يحرك مفتاح المذياع يبحث عن محطة أخرى.. ليبعد الضجر والقلق الذي أتاه وقتها متعجلا ليطير والآخر ينظر بنظرات قلقة يلعن الزحام والسيارات وتقاطرها من الجوانب والخلف والأمام وآخرون ساهمون نظراتهم شاردة لا تدري أيسمعون حينها ضجيج المحرك أم لا وهل استرخت أقدامهم وأخذت راحة على وصلة الدفع والسرعة.. والآخر تتأكد يده أحرك الهمبريك وهو لا يدري ربما جاءته فكرة التوقف عند الإشارة أن مشواره يتوقف هنا وهو على وشك النزول ليركن السيارة ويهبط.. أشياء كثيرة وأفكار متداخلة تدور في رؤوسهم وهم يتوقفون عند الإشارة وبالطبع ليس بأختيارهم.. لكنها الإشارة إشارة المرور الإشارة الوحيدة التي تجعلهم ينضبطون وإن كانت تستدعي في هذا البلد القليل من التمرين والاعتياد حتى ينضبط.