وسائل الإعلام غير المسؤولة

عبدالله علي النويرة


 - 
العصر الحديث هو عصر الإعلام بامتياز وقد شارك في بلورة وصياغة توجهات الرأي العام سواء المحلي أو الإقليمي والدولي وهذا الأمر يدركه كل متابع لما يجري من حول

العصر الحديث هو عصر الإعلام بامتياز وقد شارك في بلورة وصياغة توجهات الرأي العام سواء المحلي أو الإقليمي والدولي وهذا الأمر يدركه كل متابع لما يجري من حولنا ذلك أن الإعلام أصبح له سطوة هائلة وقدرة كبيرة على توجيه الرأي العام باتجاهات معينة تبعا لما هو مخطط له لدى جهابذة وسائل الإعلام هذا بالنسبة للصورة العامة حول تأثير وسائل الإعلام على الجمهور المتلقي للرسالة فكيف هو الوضع لدينا¿
لقد حصلت لدينا انتكاسة كبيرة في مجال تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام وهذا الأمر قد يكابر البعض ويقول إن العكس هو ما حصل ولكني أقول إن الممارسات التي يقوم بها بعض منتسبي مختلف وسائل الإعلام أدت إلى تأثير عكسي على المتلقين وقللت من تأثير هذه الوسائل على الرأي العام ذلك أن هذا المجال المهم الذي يسمى السلطة الرابعة قد أصيب في مقتل من خلال دخول أناس دخلاء على المهنة الإعلامية وحولوها من سلطة رابعة ذات تأثير كبير على ما حولها إلى وسيلة تسلية وتجارة بحيث أصبح المردود المادي هو الذي يتحكم فيما يتم نشره في الكثير من وسائل الإعلام وهذا الأمر أصاب الإعلام في مقتل للأسف الشديد.
لقد كان هناك اعتراضات على قيام وسائل الإعلام في السابق ببتر الموضوع الذي تتناوله على طريقة “ولا تقربوا الصلاة” وكان يتم استهجان وسائل الإعلام التي تتخذ هذا الأسلوب كما كان يتم استهجان قيام بعض وسائل الإعلام بتضخيم بعض الأخبار وإعطائها حجما أكبر مما تستحق أو تجاهل وسائل إعلام أخرى لأخبار هامة فتقوم بالتقليل منها وكانت هذه الأمور من صميم العمل الإعلامي كونه يناصر رأيا ضد رأي آخر وإن بطرق ملتوية ولكنها موجودة وليست مختلفة ولكن أسلوب التناول هو ما يعيبها فقط.
ما الذي يجري الآن¿ أخبار ملفقة ليس لها أي أساس من الصحة.. شطحات من التوقعات أو ما يقال أنه تسريبات وهي بعيدة كل البعد عن الواقع.. كذب وافتراء على القاصي والداني دون أن يرف جفن لمن كتب هذا الكذب لدرجة أن المبعوث الأممي بنعمر على سبيل المثال قال في إحدى المقابلات إن وسائل الإعلام اليمنية قولته ما لم يقل وقابلته بأناس لم يقابلهم وزورته أماكن لم يزرها هكذا وبكل بساطة.. كذب بواح من وسائل إعلام ليس لها ضابط يضبطها أو رادع يردعها.
ما هذا¿ ما الذي يجري في الوسط الإعلامي¿
إلى متى سيستمر هذا الأمر الذي أفقد وسائل الإعلام مصداقيتها¿
أين ميثاق الشرف الذي كان هناك ترويج له قبل فترة طويلة¿ ولو وجد ميثاق الشرف من سوف يضمن التزام الجميع به¿
أليس هناك جهة تستطيع أن تقول إلى هنا ويكفي¿
أليس في الإعلام رجل رشيد يعمل على فرملة القاطرة المنحدرة إلى أسفل بدون توقف¿
لقد أصبح المواطن ينظر إلى العناوين ويتلفت يمينا وشمالا ويقول في نفسه من نصدق¿
لقد أصبحنا بحاجة ماسة لوقفة جادة ومخلصة لإيقاف هذا العبث الذي يقوم به البعض والذي يسيء لكل القيم والمبادئ ويؤدي إلى حدوث تصدع في الرأي العام الذي يجب أن يتم توجيهه توجيها سليما بعيدا عن المصالح الشخصية أو الحزبية أو المناطقية والفئوية.
حفظ الله الوطن من كل مكروه.

قد يعجبك ايضا