الأمن مقابل النجاح
جميل مفرöح
* إلى متى ترى سنظل نؤكöد على أن الأمن هو اللبنة الأساس والبيئة الضرورية التي يتطلب توافرها دون شرط أو قيد أو استثناء لإتمام أي مشروع تنموي أو سياسي حالي أو مستقبلي¿! إلى متى سيظل المتغافلون يتغافلوننا ويحاولون إقناعنا بأن لديهم ما يقدمونه لنا وللوطن من مبادرات الطمأنة والاستبشار¿! إلى متى يريدون إجبارنا على الإيمان بما يرسم لنا من خطوط في الهواء وضرورة التصديق بتلك الرسوم الافتراضية التي لا من طائل يكاد يذكر أو يلمس من ورائها سوى الإصرار على أنها مشروع حقيقي سينهض بالوطن ويؤمöن الكثير من المتطلبات الضرورية التي يحلم في تحققها المواطن¿!
* وعودا على ذي بدئ وإلى موضوع الأمن بالذات فإنه لمن الضروري التأكيد وإعادة التأكيد دون كلل أو ملل على أن توافر عنصر الأمن هو لبنة أولى لا يمكن الاستغناء عنها عند النظر إلى أي مشروع سياسي بل ويجب التعامل مع هذا العنصر قبل النظر والبدء في ذلك المشروع والتعامل معه بأي وجه من الأوجه.. ولقد أثبتت وتثبت الحوادث والمتغيرات من يوم لآخر أن الأمن هو رأس وسبب وعلة ما تعانيه البلاد منذ سنوات من مصائب وكوارث مقلقة تؤثر من جانبها بشكل مباشر وغير مباشر على العمليات السياسية التي ننشغل بها.
* وفي ظلö ما تشهده البلاد في الوقت الراهن من انفلات أمني يقض المضجع إنه لمن الاستغفال والضحك على الدقون كما يقال أن يحاول أحد أن يعد أحدا بشيء من المأمول والمتنظر من الاستقرار ومحاولة تجاوز أية أزمة من أي نوع.. وعلينا أن نجزم بالقول لا جزافا ولا تخيلا وإنما بناء على واقع مشاهد أنه إذا ما واجهت الدولة مسؤوليتها بل مسؤولياتها على الأصح في هذا الجانب فإنه من العبث أن تطمح أو تعد بشيء هو أبعد ما يكون عن إمكانياتها بل هو أبعد البعيد من الواقع المعاش الذي من المفترض أن يكون تعاملنا في حدوده.
* إن ما يشهده الوطن اليوم من انفلات أمني بالغ مقلق ومزعج حد الهوس لكل أبناء الوطن إنه يشغلهم كل الشغل عن تلك الأحلام والطموحات والحلول المفترضة التي يتصورها ويحاول تصويرها السياسيون كأسباب نجاة ونجاح للبلاد وأهلها مما ألم بنا من بلاء السياسة وبلاوي الأمن.. فبالتغاضي عن ضرورة تحقيق القدر الكافي من الأمن والأمان وغياب الضبطية الحاسمة القاطعة لأعمال التخريب والتقطع والتفجير والاغتيال و ما دامت الدماء تسيل والأرواح تزهق والحقوق تهدر كيف لأي مشروع أن يتجسد أو يتحقق له نجاح أيا كانت وبلغت ضماناته واتفاقياته.
* عموما.. فإنه لمن واجبنا ليس كنخب ولا كمثقفين ولا ككتاب أو إعلاميين وحسب بل كمواطنين بشكل عام وليس من واجبنا فقط بل من حقنا أيضا أن ندعو الجهات الضبطية والحكومة وقيادة الدولة إلى الاضطلاع كل بواجباته خصوصا في هذا الجانب الحساس والهام جدا إذا كان ثمة نية حقيقية للخروج بالبلاد مما تصطليه من نيران التأزم التي اشتعلت ولا يمكن لها أن تنطفئ بدون الالتفات قبل كل شيء إلى العنصر الأمني ووضعه في أولويات الاهتمامات والمهام التي من المفترض التعامل معها في الوقت الراهن.. ولعل في ما يحدث من يوم لآخر في الوطن نتيجة الانفلات الأمني وتهاون وتقاعس الجهات المعنية خير دليل على ما نطرحه ونقوله في هذه السطور.
* ولا خلاف على أن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي هو من يقف في وجه المسؤولية وبالتالي المساءلة حتى من نفسه كمواطن يمني يهمه أمن ومصلحة هذا الوطن وعلى اعتباره أكثر مراكز القوى تنفذا وإمكانات بكونه يقف على رأسها جميعا وبالتالي فإن لديه من الصلاحيات والقدرات ما ليس لدى سواه وهو ما يخوله ويساعده على اتخاذ القرارات الصارمة التي من الممكن معها ضمان سير أية عملية سياسية يطمح إليها المواطن المغلوب على أمره والذي اكتشف مؤخرا أن لا أحد واقف في جواره ومصلحة الوطن ممن يشتغلون على السياسة وأنه لم يعد هناك من أمل ينعقد على أحد سوى شخص رئيس الجمهورية فهو الوحيد الذي يمكن أن يتأثر بشكل حقيقي بتأثر الشعب والوطن ومصالحهما باعتبار موقع المسؤولية الذي يحتله.