اطفئو الحرائق !!

عبد الرحمن بجاش

 - حين يلتئم الناس في مؤتمر بحجم مؤتمر الحوار ولمدة زمنية قياسية (10) أشهر , فمن البديهي القول أن البلد من كثر حرائقه المشتعلة فلا بد أن الناس أدركت فداحة الوضع فقررت في لحظة صفاء أن تجلس إلى بعضها وتبحث عن مخارج بعد أن وصلت البلاد إلى ط

حين يلتئم الناس في مؤتمر بحجم مؤتمر الحوار ولمدة زمنية قياسية (10) أشهر , فمن البديهي القول أن البلد من كثر حرائقه المشتعلة فلا بد أن الناس أدركت فداحة الوضع فقررت في لحظة صفاء أن تجلس إلى بعضها وتبحث عن مخارج بعد أن وصلت البلاد إلى طريق مسدود كان لا بد والحال كذلك ولا يزال البحث عن أفق جديد , وهذا ما كان , فقد دخل الناس إلى القاعة وكل يحمل متاريسه, وبنادقه, وحناجره, وبرامجه, ورغباته, ورؤاه ,ومقترحاته ,وتصوراته ,ومستعين بكل الألفاظ ,والعبارات ,والأحرف ,ليهزم بها من هو أمامه , وتخيل كيف كانت الخطوة الأولى من الباب الكبير للموفمبيك حيث الكل يتربص بالكل ,والكل حذر من الكل, إلا أولئك الذين ظلوا على صمتهم فقررا وان يبوحوا وقد باحوا طوال 10 أشهر وضعنا أيدينا على قلوبنا خوفا من القلبة , لتذوب الثلوج رويدا ويقبل المتحاربون بالكلمة والرصاصة أن يصل كل منهم إلى منتصف الطريق بعد أن هدأت الأعصاب بفضل سيارات الإطفاء الداخلية والخارجيه, وخسىء المراهنون على الانفجار بوصول اليمنيين إلى بوابة الخروج نحو أفق آخر , لتخرج الوثيقة إلى العلن برغم محاولة الاغتيال الأخيرة للأمل الذي انتصر بإرادة جمعية نرى محاولات وأدها الآن وكان اللعنة اليمنية بعد كل فعل عظيم تأبى إلا أن ترسخ القاعدة التي فحواها أن اليمنيين (دونيين) لا يصدقون أنفسهم !!! , لقد وقعت كل مكونات المشهد حتى تلك التي ابتعدت وتلك التي شككت فهربت فعادت حين درت ان الماء يسير في مجراه فقررت أن تلحق بعربة المجد وتنهال على الصحافة بتصريحات تبدأ بـ (نحن) , لا يهم لن ننبش المواجع ونستدعي المحبطات !! فقط نذكر الذين قفزوا ثم عادوا !! , بخروج الجميع بعد أن مهروا توقيعاتهم توقعنا أن يتجه كل إلى موطنه, إلى مسكنه, إلى مجتمعه, إلى مكونه, إلى حزبه, إلى الناس, ويبدأ بإعلام الناس ما هي الوثيقة وكيف أن عليهم بالوعي الذي يؤدي إلى الاصطفاف حماية ما أنجز حتى لا تعود اللحظة إلى ساعة الإحباط فتحبط أعمالنا من جديد !!! للأسف خرج كثيرون من مكونات المشهد الجميل ليعيدوا إشعال حرائقهم بدلا من الذهاب بروح الحوار لإطفاء كل جذوة نار من اجل مزن السماء الذي بدأ يهطل قرارات تنفيذية كتشكيل لجنة تحديد الأقاليم !! , اليوم هنا من يحاول أن يمد النار إلى ما بين القدمين بانفجارات مساء أمس الأول والصهينة عن جنود قتلهم الإهمال قبل قاتليهم وتفجيرات هنا وهناك , ضف إليها هذا المضحك المبكي شمالا والذي يرفع شعارات لا تهم المواطن في شيء , فالشعار الأهم يتعلق بالدولة الحلم ولا شيء غيره , أما الأجندات الخاصة خارجية منها أو داخلية فلا علاقة لنا بها وهي تعني أصحابها ولا نريد أحدا أن يفرض علينا معاركه بفرضها علينا على أنها معاركنا , معركتنا تحديد الأقاليم بوحي من رؤية وطنية شاملة تأخذ في بالها كل المحاذير, والدستور والاستفتاء , وتمتين مدامك التعليم ليكون وحده حاملا للمشروع المستقبلي بعد عجز السياسي أن يكون حاملا , غير ذلك لا علاقة لنا بالأمر إلا من توجهنا بنداء إلى الحكومة أن يكفي تهاون فأما أن تسيدوا القانون باستحضاره من العدم وتفرضون هيبتكم أو فلتتنحو جانبا !! , إذ لا يمكن أن يظل أشخاص يجرجرون المجموع إلى معاركهم , وكان عليهم أن يطفئوا حرائقهم لنطفىء حريق البلد الأكبر غياب الدولة بما يعنيه غياب للدستور والقانون وهيبة الدولة العادلة الجامعة فاستمروا بإشعال الحرائق, فأطفئوا حرائقكم أو فلتشعلوها في منازلكم, وعلى مكونات الحوار التي تسيد العقل أن تعمل مع كل من يستشرف أفق هذا البلد أن يعملوا على إطفاء الحرائق حتى يتفرغ الجميع باستثناء تجار الحروب على الخروج بالبلد إلى واحة الأمان التي سيطول الطريق وصولا إليها, ولن يصل إلى نهايتها إلا أصحاب مشروع الأفق الذي نتجه بأنظارنا إليه …….أطفئوا الحرائق وزيدوا قناديل الضوء …….

قد يعجبك ايضا