شخص ما كان يبكي

محمد المساح


 - 
شخص ما كان يبكي في تلك اللحظة أين ومتى¿
لم يقدر أن يحدد!.
هل انتابه إحساس طاغ بأنه وبنفسه من يبكي.. وشملته قناعة كاملة.. بأن آخر غيره من يبكي.. وليس

شخص ما كان يبكي في تلك اللحظة أين ومتى¿
لم يقدر أن يحدد!.
هل انتابه إحساس طاغ بأنه وبنفسه من يبكي.. وشملته قناعة كاملة.. بأن آخر غيره من يبكي.. وليس هو بالتأكيد.. اختلطت الأمور عليه.. تحسس وجهه لا دموع.. ما الأمر إذا¿
لقد شاهد عرضا لقطة تأكل أولادها ليس دفعة واحدة..
لقد كانت واقفة داخل الكيس النايلون من ذلك النوع الذي يبطن من الداخل بأكياس السكر.. الكيس مغلق في يد أحدهم في الهواء تشد أصابعه بشدة على طرف الكيس المغلق..
بدت القطة واقفة وفي تلك الغلالة الضبابيه التي عكسها النايلون يتمدد عند قوائمها ثلاثة أجسام صغيرة لأبنائها مولودة حديثا حمراء اللون وفي وقفتها تلك كان الرابع معلقا من وسطه في فم القطة.
ظل المشهد عالقا لا يفارق البصر وكلما حاول طمسه عاد من جديد انشغل في حاله وأنهمك كليا في تفاصيل عمله وكلما أطل عليه المشهد بغرابته حوله إلى لوحة خيالية ليست بالتأكيد من إنتاج الواقع حتى يتخلص تماما من كابوسيته كان المشهد بذاته يحمل تأثيرا قويا شديد الالتصاق بالبصر وتحوله بسرعة إلى لوحة تأطرت وأخذت لها حيزا في الذاكرة وهناك ظلت تتابعه كلسعة ميسم في الجلد ظل ألمها حارقا سيأخذ منه وقتا ليس بالقليل حتى ينفلش تدريجيا.
حين عودته المتأخرة وهو يعبر الشارع مع وقع أقدامه وهي تخطو على الرصيف وقد سكنت الأشياء في استغراقها الليلي والمنازل المتلاصقة تتحاور همسا مسحوقا بالصمت.. كانت القطط تركض في الزقاقات الجانبية عاد إليه المشهد العارض بكثافة وأحتل ذهنه كاملا.
تتالت العمليات الذهنية بخلق الاحتمالات العديدة وتلك الوقفات والقفزات التشتيتيه ومن ثم أخذت المشاهد المعادة تتجزأ بعضها يتحلل وتتúلفه الذاكرة أتوماتيكيا وتحتفظ ببعض المشاهد المقتطعة حتى تزول بنفسها تماما.
وهو في تلك الحالة التي يجد الإنسان نفسه فيها غير متأكد هل هو موجود.. أم يتخيل ذلك.. حاول أن يزيل المشهد لكن المشهد رفض الإزالة وظل منطبعا حيا.. وهو يخطو وصل صوت البكاء.. إلى الأذن تداخل مع عبء المشهد الذي لم يفارقه فانتبه أثار صوت البكاء فضوله وبدأت الأسئلة تتوالى من أي زقاق يجيء من أية نافذة مغلقة ومطفأة يصل إليه صوت البكاء.

قد يعجبك ايضا