ثقافة القتل من المستفيد¿¿

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - بدأت ثقافة القتل الدخيلة على مجتمعنا الطيب تطفو على السطح وتعود تفرض حضورها وتفاعلاتها على المشهد السياسي ومن يتابع بتأن تطور هذه العملية القذرة على الأقل من بداية العام

بدأت ثقافة القتل الدخيلة على مجتمعنا الطيب تطفو على السطح وتعود تفرض حضورها وتفاعلاتها على المشهد السياسي ومن يتابع بتأن تطور هذه العملية القذرة على الأقل من بداية العام 2012م وحتى اليوم سيخرج بانطباع أن هذه الظاهرة تديرها أياد خفية ليست بغيتها الارتواء بالدم المسفوك ولكن لها أهداف وغايات أخرى قد يكون أقلها إرباك العملية السياسية المرتبكة أصلا ناهيك عن الأهداف الأكثر خبثا ووحشية كتمزيق الوطن ونشر الحروب الطائفية والمذهبية في أكثر من مكان على خارطة الوطن الجريح وتعميق الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وغير ذلك من الأهداف الدنيئة.
هذه العملية النتنة تصاعدت وتيرتها كما أشرنا سابقا منذ بداية العام 2012م بشكل مخيف وكان يفترض قطع دابرها منذ الوهلة الأولى لولادتها حتى لا تستفحل وقد بدأت باغتيال عدد من القيادات الأمنية في مختلف المحافظات بما فيها العاصمة صنعاء وقبل تزايد هذه الحالات وتنوعها حدثت عملية نوعية من العيار الثقيل تمثلت بقتل عدد كبير من الجنود والضباط في أحد الألوية التابعة للمنطقة الجنوبية واستيلاء المهاجمين على أسلحة ومعدات اللواء.. ثم تسارعت الأحداث بشكل دراماتيكي بدءا بالاستيلاء على مصنع الذخيرة بأبين وتفجيره بعد تفريغه من كل الأسلحة والذخيرة التي كانت فيه وكانت حصيلة التفجير مهولة قتلى وجرحى بالمئات في صفوف المواطنين وبعض الجنود وبعض الجماعات التي أتيحت لها فرصة الدخول إلى أطلال المصنع لعلهم يجدون ما يمكن أن يوفر لهم شيئا ذا قيمة على الأقل لبيعه بقوت أسبوع أو شهر مثلا.
وخلال فترة وجيزة سيطرت جماعة تنظيم القاعدة أو ما يسمى “بأنصار الشريعة” على محافظة أبين وجزء من شبوة وكادت تصل إلى عدن قبل أن تدحرها قوات الجيش الباسلة وتقضي على مغامرتها المفاجئة والمحيرة آنذاك واستمرت عملية اغتيال العناصر الأمنية وإن بوتيرة أسرع وأوسع وبعد فترة من فاجعة أبين حدثت فاجعة أخرى لا تقل همجية ووحشية عنها هي جريمة ميدان السبعين أثناء البروفات الأخيرة للعرض العسكري الخاص باحتفالات شعبنا بالعيد الذهبي لثورة سبتمبر الخالدة والحصيلة بضع مئات من القتلى والجرحى في صفوف جنودنا البواسل وفلذات أكبادنا.
وقبل هذه الجريمة بفترة قصيرة كانت قد أضيف إلى عملية اغتيال العناصر الأمنية استهداف قيادات عسكرية “أي تتبع القوات المسلحة” وقد توجت مرحلة التصعيد المسعورة الهمجية بكارثة مجمع العرضي الطبي والتابع لوزارة الدفاع.
والآن أضيفت إلى المهازل السابقة عمليات نوعية جديدة وهي استهداف شخصيات دبلوماسية وسياسية كما حدث هذا الأسبوع مع القنصل الإيراني وقبله دبلوماسيين روسي وياباني وأوكراني والدكتور شرف الدين ممثل الحوثيين في الحوار.. فمن المستفيد من ثقافة القتل¿¿.
رئيس المنتدى الوطني لمكافحة الفساد

قد يعجبك ايضا