حزن غريب

محمد المساح


 - يظل يسأل نفسه ما لها ينابيع الحزن تتفجر في القلب المتعب وتظل تجري مياهها الأسيانة في الضلوع¿.
يظل يسأل نفسه ما لها ينابيع الحزن تتفجر في القلب المتعب وتظل تجري مياهها الأسيانة في الضلوع¿.
قد تجيبه النفس لو امتلكت أوان الرحيل.. لكنها هناك ساكنة في داخله تئن وتتوجع. ويقف برهة من الزمن الجاري حوله وداخله.. ليتماسك مع بعضه, وينظر بروية وهدوء.
ربما يتوصل إلى تفسير مقبول ومقنع لحالات الحزن المتكررة.
هو يعرف جيدا أن الحزن حالة إنسانية تعتري كل بشر مثله تأتي وتذهب لأسباب واضحة مثل الفقدان والخسران.. طبيعة الحياة مد وجزر.. ذهاب وإياب.. تلك البديهيات كلها يعرفها.. عايشها وعبرت معه.. وكان الزمن كفيلا بمحو تلك الفورات الحزينة.. والحزن أنواع ودرجات.. رغم كل تلك الأمور عن الحزن بوجوهه المختلفة.. يظل واقعا ومحصورا في شبكة معقدة تنسجها تلك التساؤلات في الذهن.
من أين تأتي.. يا ترى تلك الموجات المتتابعة من دواعي الحزن وتداعياته.. إنها تأتي من تلقاء نفسها.. تأتي لتسكن وتستقر في القلب ملاذها وتحتفي بها النفس مجبرة أو مختارة.
وهو حزن غريب الأطوار لا يفسر ولا يحلل ويظل صاحبنا هناك أسير أحزانه الأثيرة إلى النفس.
وليس تجاهه خيار آخر غير مصاحبة الحزن لأن ينابيع الحزن الغريب الذي لا يفسر استوطن القلب مكانا.

قد يعجبك ايضا