المكتبة الوطنية اليمنية لماذا باتت حاجة ملحة في وقتنا الحالي¿

د/ عبد الله علي الفضلي

 - يطل علينا عام 2014م لينبئنا ببزوغ نجم جديد  يسطع في سماء الثقافة اليمنية وسماء صنعاء الحضارة والعمارة والتاريخ وهو نجم المكتبة الوطنية التي إذا نمت نما معها الحس الوطني والثقافي المحلي لتمثل تجسيدا صادقا لطبيعة روح العصر لتخرج المكتبة بفلسفة تنفرد بها عن مثيلاتها في أداء رسالتها والقيام بالدور
يطل علينا عام 2014م لينبئنا ببزوغ نجم جديد يسطع في سماء الثقافة اليمنية وسماء صنعاء الحضارة والعمارة والتاريخ وهو نجم المكتبة الوطنية التي إذا نمت نما معها الحس الوطني والثقافي المحلي لتمثل تجسيدا صادقا لطبيعة روح العصر لتخرج المكتبة بفلسفة تنفرد بها عن مثيلاتها في أداء رسالتها والقيام بالدور المناط بها حيث تتخطى الحواجز وتكسر الأطر التقليدية للمكتبات التي حالت دون نجاح العديد منها ولتصبح نموذجا ثقافيا تثري حاجات المستفيد بما هو جديد في مجال العلم والمعرفة والتراث وبما سوف تضمه من مقتنيات نادرة كالتراث الوطني وأن تكون مقتنياتها لها طبيعة خاصة بحيث تزود المكتبة بأحدث تكنولوجيا المعلومات والكفاءات البشرية المتخصصة .
لماذا المكتبة الوطنية ¿
إن فكرة إنشاء مكتبة وطنية ليست وليدة اليوم بل هي مجال بحث ودراسة ونقاش بصورة دائمة في أوساط الكثير من العلميين والمتخصصين ومن طرف المسؤولية والخبراء. إن مفهوم المكتبة الوطنية ودورها ووظائفها يختلف من دولة إلى أخرى, إلا أن المتخصصين من الخبراء متفقون على هدفين أساسيين لقيامها : إن المكتبة الوطنية هي وحدها القادرة على المحافظة على الإنتاج الفكري لأي بلد والإشراف على العمل الببليوجرافي للإنتاج الفكري الوطني .
الثاني وهو متوقف على نجاح الدور الأول وهو جمع التراث الوطني المكتوب والمرئي والمسموع من خلال رصد وتجميع وتنظيم الإنتاج الفكري الصادر داخل الدولة والصادر عن الدولة خارج الدولة لمؤلفين محليين والإنتاج الفكري الصادر عن الدولة لمؤلفين عرب وأجانب بجميع اللغات ومن ثم إصدار القائمة الوطنية بهذا الإنتاج والتعريف به .
فالمكتبة الوطنية في أي بلد أو دولة من دول العالم هي بمثابة مركز معلومات الدولة نظرا لم تضمه هذه المكتبة من وثائق وتراث وتاريخ وخرائط وموسوعات وأطالس ومعاهدات واتفاقيات بين الدول, وليس الغرض من إنشائها أو من وجودها له علاقة بوجود المركز الوطني للوثائق, فالمركز يؤدي دوره في مجالات وآفاق واسعة, فالمكتبة الوطنية تختلف وظائفها وأهدافها عن المكتبة العامة . كما أن وجود المكتبة الوطنية يعد من أهم الأولويات الثقافية للدولة وهي مركز إشعاع حضاري وثقافي للبلاد.
ولكن ماهي الحاجة والهدف من إنشاء مكتبة وطنية ¿
عند التفكير في إنشاء مشروع ثقافي ينبغي أن تتوافر له الحاجة والهدف, فما هي الحاجة لإنشاء مكتبة وطنية وما هو الهدف من إنشائها وما نوع الوثائق والكتب التي ستضمها وما هو دورها تجاه الدولة والمجتمع .
وبالطبع فإن الحاجة ملحة وضرورية لإيجاد وإنشاء مكتبة وطنية كضرورة عصرية وثقافية تحتمها تطورات العصر نظرا لغزارة الإنتاج الفكري والإنتاج المحلي والإنتاج الفكري الصادر عن الدولة في الخارج بكل أشكاله ولغاته ومستوياته لأن المكتبة الوطنية هي المكان المناسب لاستيعاب هذا الإنتاج وتنظيمه وترتيبه وإتاحته للباحثين والدارسين .
وخلاصة القول أن هناك فرقا واضحا بين مهام وأهداف ووظائف المكتبة العامة وبين مهام وأهداف ووظائف المكتبة الوطنية فالمكتبة العامة هدفها ووظيفتها تقديم خدمة معلومات عامة لكافة أفراد المجتمع وتثقيفه وهي مفتوحة لكل أبناء المجتمع دون حدود أو قيود للصغار والكبار وللمرأة والطفل للعامل والمثقف .
أما المكتبة الوطنية فهي مركز معلومات الدولة يودع فيها تراث الوطن وتاريخه وحضارته وتسيطر على الإنتاج الفكري الوطني عن طريق تطبيق قانون الإيداع وتقديم خدماتها لجمهور محدد ومعين وهم الباحثون والدارسون ودخول المكتبة محدود لمثل هؤلاء وهذا هو الفرق بين المكتبتين العامة والوطنية .
ونحن نعيش الآن خضم الموجة الثالثة …. موجة المجتمع المعلوماتي, حيث كانت الموجة الأولى هي موجة المجتمع الزراعي والموجة الثالثة هي موجة المجتمع الصناعي … ونحن نخوض غمار الموجة الثالثة منذ نحو 50 عاما وهي موجة المجتمع المعلوماتي أي المجتمع الذي يعتمد اعتمادا أساسيا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة استراتيجية وكمصدر مهم للدخل الوطني وكمجال واعد للقوى العاملة وكوسيلة للتنمية وتحسين نوعية حياة الناس.
ففي عام 2003م انعقدت القمة العالمية الأولى لمجتمع المعلومات في مدينة جنيف انتهت إلى إعلان مبادئ بناء مجتمع المعلومات كتحد عالمي في الألفية الثالثة.
وفي نوفمبر 2005م انعقدت القمة العالمية الثانية لمجتمع المعلومات في مدينة تونس لمواصلة الجهود السابقة

قد يعجبك ايضا